التفاسير

< >
عرض

قَالَ عِفْرِيتٌ مِّن ٱلْجِنِّ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ
٣٩
-النمل

روح البيان في تفسير القرآن

{ قال عفريت } مارد خبيث { من الجن } بيان له اذ يقال للرجل الخبيث المنكر المعفر لاقرانه عفريت. وفى المفردات العفريت من الجن هو الفاره الخبيث ويستعار ذلك للانسان استعارة الشيطان له انتهى مأخوذ من العفر محركة ويسكن وهو ظاهر التراب فكأنه يصرع قرنه عليه ويمرغه فيه واصله عفر زيدت فيه التاء مبالغة كما فى الكواشى وكان اسم ذلك العفريت ذ كوان. وفى فتح الرحمن كوذى او اصطخر سيد الجن وكان قبل ذلك متمردا على سليمان واصطخر فارس تنسب اليه وكان الجنى كالجبل العظيم يضع قدمه عند منتهى طرفه { انا آتيك به } اى بعرشه { قبل ان تقوم من مقامك } اى من مجلسك للحكومة وكان يجلس الى نصف النهار وآتيك اما صيغة مضارع. فالمعنى بالفارسية [من بيارم آنرا بتو] او فاعل. والمعنى [من آرنده ام آنرا بتو] وهو الانسب لمقام ادعاء الاتيان بلا محالة واوفق بما عطف عليه من الجملة الاسمية اى انا آت به فى تلك المدة البتة { وانى عليه } اى الاتيان { لقوى } لايثقل علىّ حمله { امين } على مافيه من الجواهر والنفائس ولاابدله بغيره