التفاسير

< >
عرض

قِيلَ لَهَا ٱدْخُلِي ٱلصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٤٤
-النمل

روح البيان في تفسير القرآن

{ قيل لها ادخلى الصرح } الصرح القصر وكل بناء عالى سمى بذلك اعتبارا بكونه صرحا من الشوب اى خالصا فان الصرح بالتحريك الخالص من كل شىء { فلما رأته } [بس جون بديد قصررا در حالتى كه آفتاب برآن تافته بود وآب صافى مينمود وماهيانرا ديد] { حسبته لجة } اللجة معظم الماء. وفى المفردات لجة البحر تردد امواجه. وفى كشف الاسرار اللجة الضحضاح من الماء وهو الماء اليسير او الى الكعبين وانصاف السوق او مالاغرق فيه كما فى القاموس. والمعنى ظنت انه ماء كثير بين يدى سرير سليمان: وبالفارسية [بنداشت كه آب زرف است ندانست كه آب درزير ابكينه است] فارادت ان تدخل فىالماء { وكشفت عن ساقيها } تثنية ساق وهى مابين الكعبين كعب الركبة وكعب القدم اى تشمرت لئلا تبتل اذيالها فاذا هى احسن الناس ساقا وقدما خلا انها شعراء { قال } لها سليمان لا تكشفى عن ساقيك { انه } اى ماتوهمته ماء { صرح ممرد } مملس مسوى: بالفارسية [همواره جون روى آبكينه وشمشير] ومنه الامرد لتجرده عن الشعر وكونه املس الخدين وشجرة مرداء اذا لم يكن عليها ورق { من قوارير } اى مصنوع من الزجاج الصافى وليس بماء جمع قارورة: وبالفارسية [آبكينه]. وفى القاموس القارورة ما قر فيه الشراب ونحوه او يخص بالزجاج { قالت } حين عاينت تلك المعجزة ايضا { رب } [اى بروردكارمن] { انى ظلمت نفسى } بعبادة الشمس { واسلمت مع سليمان لله رب العالمين } فيه التفات الى الاسم الجليل والوصف بالربوبية لاظهار معرفتها بالوهيته تعالى وتفرده باستحقاق العبودية وربوبيته لجميع الموجودات التى من جملتها ماكانت تعبده قبل ذلك من الشمس. والمعنى اخصلت له التوحيد تابعة لسليمان مقتدية به. وقال القيصرى اسلمت اسلام سليمان اى كما اسلم سليمان ومع هذا الموضع كمع فى قوله { يوم لايخزى الله النبى والذين آمنوا معه } اذ لاشك ان زمان ايمان المؤمنين ما كان مقارنا لزمان ايمان الرسل وكذا اسلام بلقيس ما كان عند اسلام سليمان فالمراد كما انه آمن بالله آمنت بالله وكما انه اسلم اسلمت لله انتهى. ويجوز ان يكون مع ههنا واقعا موقع بعد كما فى قوله { ان مع العسر يسرا } واختلف فى نكاح بلقيس فقيل انكحها سليمان فتى من ابناء ملوك اليمن وهو ذو تبع ملك همدان وتبع بلغة اليمن الملك المتبوع وذلك ان سليمان لما عرض عليها النكاح ابته وقالت مثلى لاينكح الرجال فاعلمها سليمان ان النكاح من شريعة الاسلام فقالت ان كان ذلك فزوجنى من ذى تبع فزوجه اياها ثم ردها الى اليمن وسلط زوجها اذا تبع على اليمن ردعا زوبعة امين جن اليمن فامره ان يكون فى خدمة ذى تبع ويعمل له مااستعمله فيه فصنع له صنائع باليمن وبنى له حصونا مثل صرواح ومرواج وهندة وهنيدة وفتلوم [اين نام قلعها ست درزمين يمن كه شياطين آنرا بناكرده اندازبهر ذى تبع وامروز ازان هيج برباى نيست همه خراب كشته ونيست شده] وانقضى ملك ذى تبع وملك بلقيس مع ملك سليمان ولما مات سليمان نادى زوبعة يامعشر الجن قد مات سليمان فارفعوا رؤسكم فرفعوها وتفرقوا. والجمهور على ان سليمان نكحها لنفسه.
قال فى التأويلات النجمية فى الآية دليل عى ان سليمان اراد ان ينكحها وانما صنع الصرح لتكشف عن ساقيها فرآها ليعلم ماقالت الشياطين فى حقها أصدق ام كذب ولو لم يستنكحها لما جوز من نفسه النظر الى ساقيها انتهى. قال فى فتح الرحمن اراد سليمان تزوجها فكره شعر ساقيها فسأل الانس مايذهب هذا قالوا الموسى فقال الموسى يخدش ساقها فسأل الجن فقالوا لاندرى ثم سأل الشياطين فقالوا نحتال لك حتى تصير كالفضة البيضاء فاتخذوا النورة والحمام فكانت النورة والحمام من يومئذ. ويقال ان الحمام الذى ببيت المقدس بباب الاسباط انما بنى له وانه اول حمام بنى على وجه الارض. وفى روضة الاخبار قال جنى لسليمان ابنى لك دارا تكون فى بيوته الاربعة الفصول الاربعة من السنة فبنى الحمام فلما تزوجها سليمان احبها حبا شديدا واقرها على ملكها وامر الجن فبنوا لها بارض اليمن ثلاثة حصون لم ير الناس مثلها ارتفاعا حسنا وهى ملحين وغمدان وبينون [امروز ازان بناها وقصرها جز اسم وطلل آن برجاى نيست بلكه همه خرابند] كما قال تعالى فى سورة هود وحصيد ثم كان يزروها فى كل شهر مرة ويقيم عندها ثلاثة ايام وولدت له داود بن سليمان بن داود [وآن بسر درحيات بدر ازدينا برفت] ـ روى ـ ان سليمان ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة ومات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة فمدة ملكه اربعون سنة ووفاته فى اواخر سنة خمس وسبعين وخمسمائة لوفاة موسى عليه السلام وبين وفاته والهجرة الشريفة الاسلامية الف وسبعمائة وثلاث وسبعون سنة ونقل ان قبره ببيت المقدس عند الجيسمانية وهو وابوه داود فى قبر واحد. وبلقيس بعد [از سليمان بيك ماه ازدينا برفت] ولما كسروا جدار تدمر وجدوها قائمة عليها اثنتان وسبعون حلة قد امسكها الصبر والمصطكى ذلك وان جمالها شىء عظيم اذا حركت تحركت مكتوب عندها انا بلقيس صاحبة سليمان بن داود خرب الله من يخرب بيتى وكان ذلك فى ملك مروان الحمار

همه تخت وملكى بذيرد زوال بجز ملك فرمانده لايزال
جهان اى بسر مالك جاويد نيست ز دنيا وفادارى اميد نيست
مكن تكيه برملك وجاه وحشم كه بيش ازتو بودست وبعدازتوهم
نه لايق بود عشق بادلبرى كه هر بامدادش بود شوهرى
دريغا كه بى مابسى روز كار برويد كل وبشكفد نو بهار
مكن عمر ضايع بافسوس وحيف كه فرصت عزيزست والوقت سيف
عروسى بود نوبت ما تمت كرت نيك روزى بود خاتمت