التفاسير

< >
عرض

وَأَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ
٥٣
-النمل

روح البيان في تفسير القرآن

{ وانجينا الذين آمنوا } صالحا ومن معه من المؤمنين { وكانوا يتقون } اى الكفر او المعاصى اتقاء مستمرا فلذلك خصوا بالنجاة وكانوا اربعة آلاف خرج بهم صالح الى حضرموت وهى مدينة من مدن اليمن وسميت حضرموت لان صالحا لما دخلها مات. وفى اشارة الى ان الهجرة من ارض الظلم الى ارض العدل لازمة خصوصا من ارض الظالمين المؤاخذين بانواع العقوبات اذ مكان الظلم ظلمة فلا نور للعبادة فيه وان الانسان اذا ظلم فى ارض ثم تاب فالافضل له ان يهاجر منها الى مكان لم يعص الله تعالى فيه. ثم ان الظالم المفسد فى مدينة القالب الانسانى هى العناصر الاربعة والحواس الخمس وهى تسعة رهط يجتهدون فى غلبة صالح القلب لمخالفته لهم فان القلب يدعوهم الى العبودية وترك الشهوات وهم يدعونه الى النظر الى الدنيا والاعراض عن العقبى والتعطل عن خدمة المولى فاذا كان القلب مؤيدا بالالهام الربانى لايميل الى الحظوظ الظاهرة والباطنة ويغلب على القوى جميعا فيحصل له النجاة وتهلك الخواص التسع وآفاتها فيبقى القالب والاعضاء التى هى مساكن الحواس خالية عن الخواص والآفات الغالبة ثم لايحيى مامات ابدا وانعم ماقيل "الفانى لايرد الا اوصافه" [بس اوليارا خوف ظهور طبيعت نيست زيراكه طبيعت ونفس عدواست وعدو خالى نميشود ازغدر ومكر بس جون عدوات بمحبت منقلب ميشود مكر زائل كردد وخوف نماند] نسأل الله سبحانه ان ينجينا من مكر النفس والشيطان ويخلصنا من مكاره الاعداء مطلقا فى كل زمان