التفاسير

< >
عرض

وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ
٥٤
-النمل

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولوطا } اى وارسلنا لوطا بن هاران { اذ قال لقومه } ظرف للارسال على ان المراد به امر ممتد وقع فيه الارسال وماجرى بينه وبين قومه من الافعال والاقوال. وقال بعضهم انتصاب لوطا باضمار اذكر واذ بدل منه اى واذكر اذ قال لوط لقومه على وجه الانكار عليهم { أتأتون الفاحشة } الفاحشة ما عظم قبحه من الافعال والاقوال والمراد به ههنا اللواطة والاتيان فى الادبار. والمعنى أتفعلون الفعلة المتناهية فى القبح: وبالفارسية [آيامى آييد بعمل زشت] { وانتم تبصرون } من بصر القلب وهو العلم فانه يقال لقوة لقلب المدركة بصيرة وبصر ولايكاد يقال للجارحة بصيرة ويقال للضرير بصير على سبيل العكس او لما له قوة بصيرة القلب اى والحال انكم تعلمون فحشها علما يقينيا وتعاطى القبيح من العالم بقبحه اقبح من غيره ولذا قيل فساد كبير جاهل متنسك وعالم متهتك او من نظر العين اى وانتم تبصرونها بعضكم من بعض لما انهم كانوا يعلنون بها ولايستترون فيكون افحش