التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ
٨٢
-النمل

روح البيان في تفسير القرآن

{ واذا وقع القول عليهم } المراد بالوقوع الدنو والاقتراب كما فى قوله تعالى { اتى امر الله } وبالقول ماينطق عن الساعة وما فيها من فنون الاهوال التى كان المشركون يستعجلونها. والمعنى اذا دنا واقترب وقوع القول وحصول ماتضمنه واكثر ماجاء فى القرآن من لفظ وقع جاء فى العذاب والشدائد اى اذا ظهر امارات القيامة التى تقدم القول فيها انتهى { اخرجنا لهم دابة من الارض } واسمها الجساسة لتحسسها الاخبار للدجال لان الدجال الدجال كان موثقا فى دير فى جزيرة بحر الشام وكانت الجساسة فى تلك الجزيرة كما فى حديث المشارق فى الباب الثامن { تكلمهم ان الناس كانوا بآياتنا لايوقنون } اى تكلم تلك الدابة الكفرة وباللسان العربى الفصيح او للعرب بالعربى وللعجم بالعجمى بانهم كانوا لايؤمنون بآيات الله الناطقة بمجيىء الساعة [يعنى: جون زوال دنيا نزديك باشد حق تعالى دابة الارض بيرون آرد جنانجه ناقه صالح ازسنك بيرون آورد] قيل انها جمعت خلق كل حيوان ولها وجه كوجه الآدميين مضيئة يبلغ رأسها السحاب فيراها اهل المشرق والمغرب وفى الحديث "طول الدابة ستون ذراعا لايدركها طالب ولايفوتها هارب" وفى الخبر "بينما عيسى عليه السلام يطوف بالبيت ومعه المسلمون اذ تضطرب الارض تحتهم وتتحرك تحرك القنديل وينشق جبل الصفا ممايلى المسعى فتخرج الدابة منه ولايتم خروجها الا بعد ثلاثة ايام فقوم يقفون نظارا وقوم يفزعون الى الصلاة فتقول للمصلى طول ماطولت فوالله لاحطمنك فتخرج ومعها عصا موسى وخاتم سليمان عليه السلام فتضرب المؤمن فى مسجده بالعصا فيظهر اثره كالنقطة ينبسط نوره على وجهه ويكتب على جبهته هو مؤمن وتختم الكافر فى انفه بالخاتم فتظهر نكتة فتفشو حتى يسوّد لها وجهه ويكتب بين عينيه هو كافر ثم تقول لهم انت يافلان من اهل الجنة وانت يافلان من اهل النار" [وكسى نماند دردنيا مكر سفيد روى ومردم يكدكررا بنام ولقب نخوانند بلكه سفيد روى را مى كويند اى بهشتى وسياه روى كه دوزخى وبر روى زمين همى رود وهر كجا نفس وى رسد همه نبات ودرختان خشك مشود تادر زمين هيج نبات ودرخت سبز نماند مكر درخت سبيدكه آن خشك نكردد ازبهر آنكه بركت هفتاد بيغمبر باويست ودر حديث آمده كه خروج دابه وطلوع افتاب ازمغرب متقارب باشد هر كدام بيش بود آن ديكر برعقبش ظاهر كردد واز كتب بعض ائمه جنان معلوم ميشود از اشراط ساعت اول آيات سماوى كه طلوع شود شمس از مغرب واول آيات ارضى دابة الارض]. قال فى حياة الحيوان ظاهر الاحاديث ان طلوع الشمس آخر الاشراط انتهى كما ورد الدجال يخرج على رأس مائة وينزل عيسى عليه السلام فيقتله ثم يمكث فى الارض اربعين سنة وان الناس يمكثون بعد طلوع الشمس من مغربها مائة وعشرين سنة. والحاصل ان بنى الاصفر وهم الافرنج على ماذهب اليه المحدثون اذا خرجوا وظهروا الى الاعماق فى ست سنين يظهر المهدى فى السنة السابعة ثم يظهر الدجال ثم ينزل عيسى ثم تخرج الدابة ثم تطلع الشمس من المغرب ويدل عليه انهم قالوا اذا خرجت الدابة حبست الحفظة ورفعت الاقلام وشهدت الاجساد على الاعمال وذلك لكمال تقارب الخروج والطلوع فانه لايغلق باب التوبة الا بعد الطلوع والعلم عند الله تعالى. قال بعض العارفين السر فى صورة الدابة وظهور جمعية الكون فيها انها صورة الاستعداد الكونى الشهادى الحيوانى ومثال الطبع الكلى الحيوانى وحامل جميعة الحقائق الدنيوية وهى ايضا سر البرزخ الكلى العنصرى يظهر منها اسرار الحقائق المتضادة كالكفر والايمان والطاعة والعصيان والانسانية والحيوانية وهى آية جامعة فيه معان واسرار لذوى الابصار كذا فى كشف الكنوز فعلى العاقل ان يصيخ الى آيات الله ويتعظ بوعدها ووعيدها ويؤمن بقدر الله تعالى ويتهيأ للبعث والموت قبل ان ينتهى العمر وينقطع الخير ويختل نظام الدنيا بترك الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وقد تقارب الزمان

يارب از ابر هدايت برسان بارانى بيشتر زانكه جو كردى زميان برخيزم

نسأل الله ان يوفقنا للخير وصالحات الاعمال قبل نفاد العمر ومجيىء الآجال