التفاسير

< >
عرض

وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ
٨٣
-النمل

روح البيان في تفسير القرآن

{ ويوم نحشر من كل امة فوجا } يوم منصوب باذكر. والحشر الجمع والمراد به هنا هو الحشر للعذاب بعد الحشر الكلى الشامل لكافة الخلق والامة جماعة ارسل اليهم رسول كما فى القاموس والفوج الجماعة من الناس كالزمرة كما فى الوسيط والجماعة المارة المسرعة كما فى المفردات. والمعنى واذكر يامحمد لقومك وقت حشرنا اى جمعنا من كل امة من امم الانبياء او من اهل كل قرن من القرون جماعة كثيرة فمن تبعيضية لان كل امة منقسمة الى مصدق ومكذب { فمن يكذب بآياتنا } بيان للفوج اى فوجا مكذبين بها لان كل امة وكل عصر لم يخل من كفرة بالله من لدن تفريق بنى آدم والمراد بالآيات بالنسبة الى هذه الامة الآيات القرآنية { فهم يوزعون } فسر فى هذه السورة فى قصة سليمان اى يحبس اولهم على آخرهم حتى يتلاحقوا ويجتمعوا فى موقع التوبيخ والمناقشة وهو عبارة عن كثرة عددهم وتباعد اطرافهم او المراد بالفوج رؤساء الامم المتبوعون فى الكفر والتكذيب فهم يحبسون حتى يلتحق بهم اسافلهم التابعون كما قال ابن عباس رضى الله عنهما ابو جهل والوليد بن المغيرة وشيبة من ربيعة يساقون بين يدى اهل مكة وهكذا يحشر قادة سائر الامم بين ايديهم الى النار وفى الحديث "امرؤا القيس صاحب لواء الشعراء الى النار"