التفاسير

< >
عرض

وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٩٠
-النمل

روح البيان في تفسير القرآن

{ ومن جاء بالسيئة } اى الشرك الذى هو اسؤا المساوى { فكبت وجوههم فى النار } الكب اسقاط الشىء على وجهه اى القوا وطرحوا فيها على وجوههم منكوسين ويجوز ان يراد بالوجوه انفسهم كما اريدت بالايدى فى قوله { ولا تلقوا بايديكم التهلكة } فان الوجه والرأس والرقبة واليد يعبر بها عن جميع البدن { هل تجزون } على الالتفات او على اضمار القول اى مقولا لهم ماتجزون { الا ماكنتم تعملون } من الشرك وفى الحديث "اذا كان يوم القيامة جاء الايمان والشرك يجثوان بين يدى الرب تعالى فيقول الله تعالى للايمان انطلق انت واهلك الى الجنة ويقول للشرك انطلق انت واهلك الى النار ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { من جاء بالحسنة } الى قوله { فى النار }" ويقال لا اله الا الله مفتاح الجنة ولابد للمفتاح من اسنان حتى يفتح الباب ومن اسنانه لسان ذاكر طاهر من الكذب والغيبة وقلب خاشع طاهر من الحسد والخيانة وبطن طاهر من الحرام والشبهة وجوارح مشغولة بالخدمة طاهرة من المعاصى. وعن ابى عبدالله الجدلى قال دخلت على علىّ ابن ابى طالب رضى الله عنه فقال يابا عبدالله ألا انبئك بالحسنة التى من جاء بها ادخله الله الجنة والسيئة الى من جاء بها كبه الله فى النار ولم يقبل معها عملا قلت بلى قال الحسنة حبنا والسيئة بغضنا اعلم ان الله تعالى هدى الخلق الى طلب الحسنات بقوله { ربنا آتنا فى الدنيا حسنة } وهى استعمالهم فى احكام الشريعة على وقف آداب الطريقة بتربية ارباب الحقيقة وفى الآخرة حسنة وهى انتقاع من عالم الحقيقة انتفاعا ابديا سرمديا وهم لايحزنهم الفزع الاكبر اصيبوا بفزع المحبة فى الدنيا فحوسبوا فى فزع العقبى به من جاء بحب الدنيا فكبت وجوههم فى نار القطيعة وقيل لهم { هل تجزون الا ما كنتم تعملون } يعنى يطلب الدنيا فانها مبنية على وجه جنهم ودركاتها فمن ركب فى طلبها وقع فى النار

اكر خواهى خلاص ازنار فرقت مده دلرا بجز عشق ومحبت