التفاسير

< >
عرض

فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٢٦
-العنكبوت

روح البيان في تفسير القرآن

{ فآمن له لوط } آمن له وآمن به متقارب فى المعنى ولوط ابن اخته: يعنى [خواهر زاده ابراهيم بود وبقولى برادر زاده او] والمعنى صدقه فى جميع مقالاته لا فى نبوته ومادعا اليه من التوحيد فقط فانه كان منزها عن الكفر وماقيل انه آمن له حين رأى النار لم تحرقه ينبغى ان يحمل على ماذكرنا او على انه يراد بالايمان الرتبة العالية منه وهى التى لايرتقى اليها الا همم الافراد وهو اول من آمن به { وقال } اى ابراهيم للوط وسارة وهى ابنة عمه وكانت آمنت به وكانت تحت نكاحه { انى مهاجر } اى تارك لقومى وذاهب { الى ربى } اى حيث امرنى. والمهاجرة [از زمينى شدن واز كسى ببريدن] ومنه الحديث "لايذكر الله الا مهاجرا" اى قلبه مهاجر للسانه غير مطابق له. قال فى المفردات الهجر والهجران مفارقة الانسان غيره اما بالبدن او باللسان او بالقلب. قال بعض العارفين انى راجع من نفسى ومن الكون اليه فالرجوع اليه بالانفصال عما دونه ولايصح لاحد الرجوع اليه وهو متعلق بشىء من الكون حتى ينفصل عن الاكوان اجمع ولايتصل بها: قال الكمال الخجندى

وصل ميسر نشود جز بقطع قطع نخست ازهمه ببريدنست

{ انه هو العزيز } الغالب على امره فيمنعنى من اعدائه { الحكيم } الذى لايفعل الا مافيه حكمة ومصلحة فلا يأمرنى الا بما فيه صلاحى ومن لم يقدر فى بلدة على طاعة الله فليخرج الى بلدة اخرى.
وفى التأويلات النجمية { انه العزيز } اى ان الله اعز من ان يصل اليه احد الا بعد مفارقته لغيره { الحكيم } الذى لايقبل بمقتضى حكمته الا طيبا من لوث انانيته كما قال عليه السلام
"ان الله طيب لايقبل الا الطيب" انتهى ـ روى ـ ان ابراهيم عليه السلام او من هاجر ولكن نبى هجرة ولابراهيم هجرتان فانه هاجر من كوتى وهى قرية من سواد الكوفة مع لوط وسارة وهاجر الى حران ثم منها الى الشام فنزل فلسطين نزل لوط سدوم [صاحب كشاف آورده كه ابراهيم دروقت هجرت هفتاد وبنج ساله بود ودرهمين سال خدا اسماعيل را بوى دادازهاجركه كنيزك ساره فرزندى بخشيد جنانجه ميفرمايد]