التفاسير

< >
عرض

وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَآءَهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
٥٣
-العنكبوت

روح البيان في تفسير القرآن

{ ويستعجلونك بالعذاب } الاستعجال طلب الشىء قبل وقته: يعنى [شتاب ميكنند كافران ترا بعذاب آوردن بايشان] اى يقول نضر بن الحارث وامثاله بطريق الاستهزاء متى هذا الوعد وامطر علينا حجارة من السماء. وفيه اشارة الى ان من استعجل العذاب ولم يصبر على العافية لعجل خلق منه وهو مركوز فى جبلته كيف يصبر على البلاء والضراء لو لم يصبره الله كما قال لنبيه عليه السلام { واصبر وما صبرك الا بالله } نسأل الله العافية من كل بلية { ولولا اجل مسمى } اى وقت معين لعذابهم وهو يوم القيامة كما قال { بل الساعة موعدهم } وذلك ان الله تعالى وعد النبى عليه السلام انه لايعذب قومه استئصالا بل يؤخر عذابهم الى يوم القيامة وقد سمت الارادة القديمة بالحكمة الازلية لكل مقدور كائن اجلا فلا تقدم له ولا تأخر عن المضروب المسمى { لجاءهم العذاب } عاجلا. وفيه اشارة الى ان الاستعجال فى طلب مرادات العذاب فى غير وقته المقدر لاينفع وهو مذموم فكيف ينفع الاستعجال فى طلب مرادات النفس وشهواتها فى غير اوانها [وكيف لم يكن مذموما { وليأتينهم } العذاب الذى عين لهم عند حلول الاجل: وبالفارسية [وبى شك خواهد آمد عذاب بديشان] { بغتة } [ناكاه]. قال الراغب البغت مفاجأة الشىء من حيث لايحتسب { وهم لايشعرون } باتيانه: يعنى [وحال آنكه ايشان نداننكه عذاب آيد بايشان وايشان نا آكاه]. يقول الفقير ان قلت عذاب الآخرة ليس من قبيل المفاجأة فكيف يأتى بغتة. قلت الموت يأتيهم بغتة اى فى وقت لايظنون انهم يموتون فيه وزمانه متصل بزمان القيامة ولذا عد القبر اول منزل من منازل الآخرة وبدل عليه قوله عليه السلام "من مات فقد قامت قيامته" وفى البرزخ عذاب ولو كان نصفا من حيث انه حظ الروح فقط. وقال بعضهم لعل المراد باتيانه كذلك ان لايأتيهم بطريق التعجيل عند استعجالهم والاجابة الى مسئولهم فان ذلك اتيان برأيهم وشعورهم. وفى بعض الآثار من مات مصححا لامره مستعدا لموته ما كان موته بغتة وان قبض نائما ومن لم يكن مصححه لامره ولامستعدا لموته فموته موت فجأة وان كان صاحب الفراش سنة. قال فى لطائف المنن وقد تحاورت الكلام انا وبعض من يشتغل بالعلم فى انه ينبغى اخلاص النية فيه وان لايشتغل به الا لله فقلت الذى يطلب العلم لله اذا قيل له غدا تموت لايضع الكتاب من يده لكونه وفى الحقوق فلم ير افضل مما هو فيه فيحب ان يأتيه الموت على ذلك

توغافل در انديشه سود ومال كه سرمايه عمر شد بايمال
طريقى بدست آرو صلحى بجوى شفيعى برانكيز وغدرى بكوى
كه يك لحظه صورت نبندد امان جو بيمانه برشد بدور زمان