التفاسير

< >
عرض

وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّن نَّزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ
٦٣
-العنكبوت

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولئن سألتهم } اى مشركى العرب { من } [كه] { نزل من السماء ماء فاحيا } [بس زنده كرد وتازه ساخت] { به } [بسبب آن آب] { الارض } باخراج الزرع والنبات والاشجار منها { من بعد موتها } يبسها وقحطها: وبالفارسية [بس از مردكى وافسر دكى]. ويقال للارض التى ليست بمنبتة ميتة لانه لاينتفع بها كمالا ينتفع بالميتة { ليقولن } نزل واحيى { الله } اى يعترفون بانه الموجد للممكنات باسرها اصولها وفروعها ثم انهم يشركون به بعض مخلوقاته الذى لايكاد يتوهم منه القدرة على شىء ما اصلا { قل الحمد لله } على ان جعل الحق بحيث لايجترىء المبطلون على جحوده وان اظهر حجتك عليهم { بل اكثرهم } اى اكثر الكفار { لايعقلون } اى شيئا من الاشياء فلذلك لايعملون بمقتضى قولهم فيشركون به سبحانه اخس مخلوقاته وهو الصنم. يقول الفقير اغناه الله القدير قد ذكر الله تعالى آية الرزق ثم آية التوحيد ثم كررهما فى صورتين اخريين تنبيها منه لعباده المؤمنين على انه سبحانه لايقطع ارزاق الكفار مع وجود الكفر والمعاصى فكيف يقطع ارزاق المؤمنين مع وجود الايمان والطاعات

اى كريمى كه از خزانه غيب كبر وترسا وظيفه خوردارى
دوستانرا كجا كنى محروم توكه بادشمنان نظر دارى

وانه سبحانه لايسأل من العباد الا التوحيد والتقوى والتوكل فانما الرزق على الله الكريم وقد قدر مقادير الخلق قبل خلق السموات والارض بخمسين الف سنة وماقدر فى الخلق والرزق والاجل لايتبدل بقصد القاصدين ألا ترى الى الوحوش والطيور لاتدخر شيئا الى الغد تغدو خماصا وتروح بطانا اى ممتلئة البطون والحواصل لاتكالها على الله تعالى بما وصل الى قلوبها من نور معرفة خالقها فكيف يهتم الانسان لاجل رزقه ويدخر شيئا لغده ولايعرف حقيقة رزقه واجله فربما يأكل ذخيرته غيره ولايصل الى غده ولذلك كان صلى الله عليه وسلم لايدخل شيئا لغد اذ الارزاق مجددة كالانفاس المجددة فى كل لمحة والرزق يطلب الرجل كما يطلبه اجله [خواجه عالم صلى الله عليه وسلم فرموده كه اى مردم رزق قسمت كرده شده است تجاوز نمى كند ازمرد آنجه از براى وى نوشته شده است بس خوبى كنيد در طلب روزى يعنى بطاعت جوييد نه بمعصيت اى مردم درقناعت فراخى است ودرميانه رفتن واندازه بكار داشتن يسندكى وكفايت است درزهد راحت است وخفت حساب وهر عملى را جزاييست وكل آت قريب]: قال المولى الجامى

درين خرابه مكش بهر كنج غصه ورنج جونقد وقت توشد فقر خاك برسر كنج
بقصر عشرت وايوان عيش شاهان بين كه زاغ نغمه سرا كشت وجفد قافيه سنج

وعن بعضهم قال كنت انا وصاحب لى نتعبد فى بعض الجبال وكان صاحبى بعيدا منى فجاءنى يوما وقال قد نزل بقربنا بدو فقم نمش اليهم لعله يحصل لنا منهم شىء من لبن غيره فامتنعت فلم يزل يلح علىّ حتى وافقته فذهبنا اليهم فاطعمونا من طعامهم ورجعنا وعاد كل واحد منا الى مكانه الذى كان فيه ثم انى انتظرت الظبية فى الوقت الذى كانت تأتينى فيه فلم تأتنى ثم انتظرتها بعد ذلك فلم تأتنى فانقطعت عنى فعرفت ان ذلك بشؤم ذنبى الذى احدثته بعد ان كنت مستغنيا بلبنها وهذا الذنب الذى ذكر ثلاثة اشياء احدها خروجه من التوكل الذى كان دخل فيه والثانى طمعه وعدم قناعته بالرزق الذى كان مستغنيا به والثالث اكله طعاما خبيثا فحرم رزقا حلالا طيبا محضا اخرجته القدرة الالهية من باب العدم وادخلته فى باب الايجاد بمحض الجود والكرم آتيا من طريق باب خرق العادة كرامة لولى من اوليائه اولى السعادة ذكره اليافعى فى الرياض