التفاسير

< >
عرض

فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلْفُلْكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ
٦٥
-العنكبوت

روح البيان في تفسير القرآن

{ فاذا ركبوا فى الفلك } متصل بما دل عليه شرح حالهم. والركوب هو الاستعلاء على الشىء المتحرك وهو متعد بنفسه كما فى قوله تعالى { والخيل والبغال والحمير لتركبوها } واستعماله ههنا وفى امثاله بكلمة فى للايذان بان المركوب فى نفسه من قبيل الامكنة وحركته قسرية غير ارادية. والمعنى ان الكفار على ماوصفوا من الاشراك فاذا ركبوا فى السفينة لتجاراتهم وتصرفاتهم وهاجب الرياح واضطربت الامواج وخافوا الغرق: وبالفارسية [بس جون نشينند كافران در كشتى وبسبب موج در كرداب اضطراب افتند] { دعوا الله } حال كونهم { مخلصين له الدين } اى على صورة المخلصين لدينهم من المؤمنين حيث لايدعون غير الله لعلمهم بانه لايكشف الشدائد عنهم الاهو. وقال فى الاسئلة المقحمة مامعنى الاخلاص فى حق الكافر والاخلاص دون الايمان لايتصور وجوده والجواب ان المراد به التضرع فى الدعاء عند مسيس الضرورة والاخلاص فى العزم على الاسلام عند النجاة من الغرق ثم العود والرجوع الى الغفلة والاصرار على الكفر بعد كشف الضر ولم يرد الاخلاص الذى هو من ثمرات الايمان انتهى ويدل عليه ماقال عكرمة كان اهل الجاهلية اذا ركبوا البحر حملوا معهم الاصنام فاذا اشتدت بهم الريح القوا تلك الاصنام فى البحر وصاحوا "ياخداى ياخداى" كما فى الوسيط و "يارب يارب" كما فى كشف الاسرار { فلما نجاهم الى البر } البر خلاف البحر وتصور منه التوسع فاشتق منه البر اى التوسع فى فعل الخير كما فى المفردات: والمعنى بالفارسية [بس آن هنكام كه نجات دهد خداى تعالى ايشانرا از بحر وغرق وبرون آرد بسلامت بسوى خشك ودشت] { اذا هم } [آنكاه ايشان] { يشركون } اى فاجأوا المعاودة الى الشرك. يعنى [بازكردند بعادت خويش]