التفاسير

< >
عرض

فَرِحِينَ بِمَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
١٧٠
-آل عمران

روح البيان في تفسير القرآن

{ فرحين بما آتاهم الله من فضله } وهو شرف الشهادة والفوز بالحياة الابدية والزلفى من الله تعالى والتمتع بالنعيم المخلد عاجلا { ويستبشرون } معطوف على قوله فرحين عطف الفعل على الاسم لكون الفعل فى تأويل الاسم كأنه قيل فرحين ومستبشرين وبناء استفعل ليس للطلب بل هو بمعنى المجرد نحو استغنى الله اى غنى وقد سمع بشر الرجل بكسر العين فيكون استبشر بمعناه وقيل هو مطاوع ابشر نحو أراحه فاستراح فان البشرى حصلت لهم بابشار الله تعالى واليه اشار الزمخشري فى الكشاف بقوله بشرهم الله بذلك فهم مستبشرون به والبيضاوى بقوله يسرون بالبشارة { بالذين لم يلحقوا بهم } اى باخوانهم الذين لم يقتلوا بعده فى سبيل الله فيلحقوا بهم { من خلفهم } متعلق بيلحقوا والمعنى انهم بقوا بعدهم وهم قد تقدموهم { ان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } بدل من الذين بدل اشتمال مبين لكون استبشارهم بحال اخوانهم لا بذواتهم وان هى المخففة اى يفرحون بما بشر لهم وبين من حيث حال اخوانهم الذين تركوهم وهو انهم اذا ماتوا او قتلوا يفوزون بحياة ابدية لا يدركها خوف وقوع محذور ولا حزن فوت مطلوب والخوف يكون بسبب توقع المكروه النازل فى المستقبل والحزن يكون بسبب فوت المنافع التى كانت موجودة فى الماضى فبين الله انه لا خوف عليهم مما سيأتيهم من اهوال القيامة واحوالها ولا حزن لهم مما فاتهم من نعم الدنيا ولذاتها.