التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ ٱلْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِيۤ إِلَى ٱللَّهِ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ ٱللَّهِ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
٥٢
-آل عمران

روح البيان في تفسير القرآن

{ فلما } الفاء فصيحة تفصح عن تحقق جميع ما قالته الملائكة وخروجه من القوة الى الفعل كأنه قيل فحملته فولدته فكان كيت وكيت وقال ذيت وذيت { احس عيسى } احس استعارة للعمل اليقينى الذى لا شبهة فيه كالاحساس وهو وجدان الشىء بالحاسة كأنه قبل فلما علم { منهم الكفر } علما لا شبهة فيه كما يدرك بالحواس من الضروريات منهم الكفر اى بنى اسرائيل وارادوا قتله وانهم لا يزدادون على رؤية الآيات الا الاصرار على الجحود { قال } لخلص اصحابه مستنصرا على الكفار { من انصارى } الانصار جمع نصير { الى الله } متعلق بمحذوف وقع حالا من الياء اى من انصارى متوجها الى الله ملتجئا اليه ومن اعوانى على اقامة الدين { قال الحواريون } جمع حوارى يقال فلان حوارى فلان اى صفوته وخاصته وهم اثنا عشر بعضهم من الملوك وبعضهم من صيادى السمك وبعضهم من القاصرين وبعضهم من الصباغين والكل سموا بالحواريين لانهم كانوا انصار عيسى عليه السلام واعوانه والمخلصين فى محبته وطاعته { نحن انصار الله } اى انصار دينه ورسوله قال تعالى { { إن تنصروا الله ينصركم } [محمد: 7].
والله ينصر من ينصر دينه ورسله { آمنا بالله } استئناف جار مجرى العلة لما قبله فان الايمان به تعالى موجب لنصرة دينه والذب عن اوليائه والمحاربة مع اعدائه { واشهد بانا مسلمون } مخلصون فى الايمان منقادون لما تريد من امر نصرتك طلبوا منه عليه السلام الشهادة بذلك يوم القيامة يوم تشهد الرسل عليهم السلام لأممهم ايذانا بان مرمى غرضهم السعادة الاخروية.