التفاسير

< >
عرض

وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَاْ فِي أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ فَلاَ يَرْبُواْ عِندَ ٱللَّهِ وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُضْعِفُونَ
٣٩
-الروم

روح البيان في تفسير القرآن

{ وما } [جيزى وآنجه] { آتيتم } [مى دهيد] { من ربا } كتب بالواو للتفخيم على لغة من يفخم فى امثاله من الصلوة والزكوة او للتنبيه على اصله لانه من ربا يربوا زاد وزيدت الالف تشبيها بواو الجمع وهى الزيادة فى المقدار بان يباع احد مطعوم او نقد بنقد باكثر منه من جنسه ويقال له ربا الفضل اوفى الاجل بان يباع احدهما الى اجل ويقال له ربا النساء وكلاهما محرم. والمعنى من زيادة خالية من العوض عند المعاملة { ليربوا فى اموال الناس } ليزيدو يزكو فى اموالهم: يعنى [تازيادتى درمال سود خوران بديد آيد] { فلا يربو عند الله } لا يزيد عنده ولا يبارك له فيه كما قال تعالى { { يمحق الله الربا } وقال بعضهم المراد بالربا فى الآية هو ان يعطى الرجل العطية او يهدى الهدية ويثاب ما هو افضل منها فهذا ربا حلال جائز ولكن لا يثاب عليه فى القيامة لانه لم يرد به وجه الله وهذا كان حراما للنبى عليه السلام لقوله تعالى { { ولا تمنن تستكثر } اى لا تعط ولا تطكلب اكثر مما اعطيت كذا فى كشف الاسرار.
يقول الفقير قوله تعالى { من ربا } يشير الى انه لو قال المعطى للآخذ انا لا اعطى هذا المال اياك على انه ربا وجعله فى حل لا يكون حالالا ولا يخرج عن كونه ربا لان ما كان حراما بتحريم الله تعالى لا يكون حلالا بتحليل غيره والى ان المعطى فى الوعيد الا اذا كانت الضرورة قوية فى جانب المعطى والاخذ سواء فلم يجد بدّا من الاخذ بطريق الرباء بان لا يقرضه احد بغير معاوضة { وما آتيتم من زكوة } مفروضة او صدقة سميت زكاة لانها تزكو وتنمو { تريدون وجه الله } تبتغون به وجهه خالصا اى ثوابه ورضاه لا ثواب غيره ورضاه بان يكون رياء وسمعه { فاولئك هم المضعفون } اى ذووا الاضعاف من الثواب كما قال تعالى
{ { ويربى الصدقات } ونظير المضعف المقوى لذوى القوة والموسر لذوى اليسار او الذين اضعفوا ثوابهم واموالهم ببركة الزكاة وانما قال { فاولئك هم المضعفون } فعدل عن الخطاب الى الاخبار ايماء الى انه لم يخص به المخاطبون بل هو عام فى جميع المكلفين الى قيام الساعة.
قال سهلرحمه الله وقع التضعيف لارادة وجه الله به لابايتاء الزكاة وزكاة البدن فى تطهيره من المعاصى. وزكاة المال فى تطهيره من الشبهات.
وفى التأويلات النجمية يشير الى ان فى انفاق المال فى سبيل الله تزكية النفس عن لوث حب الدنيا كما كان حال ابى بكر رضى الله عنه حيث تجرد عن ماله تزكية لنفسه كما اخبر الله تعالى عن حاله بقوله
{ { وسيجنبها الاتقى الذى يؤتى ماله يتزكى وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا بتغاء وجه ربه الاعلى } اى شوقا الى لقاء ربه { فاولئك هم المضعفون } اى يعطون اضعاف ما يرجون ويتمنون لانهم بقدر هممهم وحسب نظرهم المحدث يرجون والله تعالى بحسب احسانه وكرمه القديم يعطى عطاء غير منقطع انتهى.
واعلم ان المال عارية مستردة فى الانسان ولا احد اجهل ممن لا ينقذ نفسه من العذاب الدائم بما لا يبقى فى يده وقد تكفل الله باعواض المنفق: وفى المثنوى

كفت ييغبر كه دائم بهر بند دو فرشته خوش منادى ميكند
كاى خدايا منفقانرا سيردار هردرمشانرا عوض ده صد هزار
اى خدايا ممسكانرا درجهان تومده الا زيان اندر زيان
كرنماند ازجود دردست تومال كى كند فضل الهت بايمال
هركه كارد كردد انبارش تهى ليكش اندر مزرعه باشد بهى
وانكه درانبار ماند وصرفه كرد اشبش وموش وحواد ثهاش خورد

وفى البستان

بريشان كن امروز كنجينه جست كه فردا كليدش نه در دست تست
تو باخود ببر توشه خويشتن كه شفقت نيايد زفرزند وزن
كنون بركف ودست نه هرجه هست كه فردا بدنان كزى بشت دست
بحال دل خستكان درنكر كه روزى دلت خسته باشد مكر
فروماندكانرا درون شاد كن زروز فروماند كى ياد كن
نه خواهندة بر در ديكران بشكرانه خواهنده ازدر مران