التفاسير

< >
عرض

بِنَصْرِ ٱللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ
٥
-الروم

روح البيان في تفسير القرآن

{ بنصر الله } اي بتغليب من له كتاب على من لا كتاب له وغيظ من شمت بهم من كفار مكة وكون ذلك من دلائل غلبة المؤمنون على الكفرة فالنصرة في الحقيقة لكونها منصبا شريفا الا للمؤمنين.
وقال بعضهم يفرح بعضهم يفرح المؤمنون بقتل الكفار بعضهم بعضا لما فيه من كسر شوكتهم وتقليل عددهم لا بظهور الكفار كما يفرح بقتل الظالمين بعضهم بعضا.
وفي كشف الاسرار. اليوم ترح وغدا فرح. اليوم عبرة وغدا خبرة. اليوم اسف وغدا لطف. اليوم بكاء وغدا لقاء [هرجندكه دوستانرا امروز درين سراى بلا وعنا همه دردست واندوه همه حسرت وسوز اما آن اندوه وسوزرا بجان ودل خريدار آيد وهرجه معلوم ايشانست فداى آن دردمى كنند. جنانكه آن جوانمرد كفته اكنون بارى ينقدى دردى دارم كه آن درد بصد هزار درمان ندهم داود بيغمبر عليه السلام جون آن زلت صغيره ازوى برفت واز حق بدو عتاب آمد تازنده بود سر بر آسمان نداشت ويكساعت ازتضرع نياسود با اين كريه واندوه در سينه من بنه تاهر كزازين دردخالى نباشم. اى مسكين توهميشه بى درد بوده از سوز درد زدكان خبر ندارى از ان كريه برشادى وازان خنده بر اندوه تشانى نديده].

من كرية بخنده درهمى بيوندم بنهان كريم وبآشكارا خندم
اى دوست كمان مبكره من خر سندم آكاه نه كه من نياز مندم

{ ينصر من يشاء } ان ينصره من ضعيف وقوى من عباده استئناف مقرر لمضمون قوله تعالى { لله الامر من قبل ومن بعد } { وهو العزيز } المبالغ في العزة والغلبة فلا يعجزه من يشاء ان ينصر عليه كائنا من كان { الرحيم } المبالغ في الرحمة فينصر من يشاء ان ينصره أى فريق كان او لا يعز من عادى ولا يذل من والى كما في المناسبات وهو محمول على ان المراد بالنصر نصر المؤمنين على المشركين في غزوة بدر كما اشير اليه من الوسيط.
وفى الارشاد المراد من الرحمة هى الرحمة الدنيوية اما على القراءة المشهورة فظاهر لان كلا الفريقين لا يستحق الرحمة الدنيوية واما على القراءة الاخيرة فلان المسلمين وان كانوا مستحقين لها لكن المراد بها نصرهم الذى هو من آثار الرحمة الدنيوية وتقديم وصف العزة لتقدمه فى الاعتبار.