التفاسير

< >
عرض

كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ
٥٩
-الروم

روح البيان في تفسير القرآن

{ كذلك } اى مثل ذلك الطبع الفظيع { يطبع الله } يختم بسبب اختيارهم الكفر: وبالفارسية [مهرمى نهد خداى تعالى] { على قلوب الذين لا يعلمون } لا يطلبون العلم ويصرون على خرافات اعتقدوها وترهات ابتدعوها فان الجهل المركب يمنع ادراك الحق ويوجب تكذيب المحق.
واعلم ان الطبع ان يصور الشئ بصورة ما كطبع السكة وطبع الدراهم وهو اعم من الختم واخص من النقش والطابع والخاتم ما يطبع به ويختتم والطابع فاعل ذلك وبه اعتبر الطبع والطبيعة التى هى السجية فان ذلك هو نقش بصورة ما اما من حيث الخلقة او من حيث العادة وهو فيما ينقش به من جهة الخلقة اغلب وشبه احداث الله تعالى فى نفوس الكفار هيئة تمرنهم وتعودهم على استحباب الكفر والمعاصى واستقباح الايمان والطاعات بسبب اعراضهم عن النظر الصحيح بالختم والطبع على الاوانى ونحوها فى انهما مانعان فان هذه الهيئة مانعة عن نفوذ الحق فى قلوبهم كما ان الختم على الاوانى ونحوها مانع عن التصرف فيها ثم استعير الطبع لتلك الهيئة ثم اشتق منه يطبع فيكون استعارة تبعية