التفاسير

< >
عرض

وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَٱتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
١٥
-لقمان

روح البيان في تفسير القرآن

{ وان جاهداك } المجاهدة استفراغ الجهد اى الوسع فى مدافعة العدو: وبالفارسية [باكسى كار زار كردن در راه خداى] والمعنى وقلنا للانسان ان اجتهد ابواك وحملاك: وبالفارسية [واكر كشش وكوشش كنند بدر ومادر تو باتو] { على ان تشرك بى ما ليس لك به } اى بشركته تعالى فى استحقاق العبادة { علم فلا تطعهما } فى الشرك يعنى ان خدمة الوالدين وان كانت عظيمة فلا يجوز للولد ان يعطيعهما فى المعصية

جون نبود خويش را ديانت وتقوى قطع رحم بهتر از مودت قربى

{ وصاحبهما } [ومصاحبت كن باايشان ومعاشرت] { فى الدنيا } صحابا { معروفا } ومعاشرة جميلة يرتضيه الشرع ويقتضيه الكرم من الانفاق وغيره وفى الحديث "حسن المصاحبة ان يطعمهما اذا جاعا وان يكسوهما اذا عريا" فيجب على المسلم نفقة الوالدين ولو كانا كافرين وبرهما وخدمتهما وزيارتهما الا ان يخاف ان يجلباه الى الكفر وحينئذ يجوز ان لا يزورهما ولا يقودهما الى البيعة لانه معصية ويقودهما منها الى المنزل.
وقال بعضهم المعروف ههنا ان يعرفهما مكان الخطأ والغلط فى الدين عند جهالتهما بالله.
قال فى المفردات المعروف اسم لكل فعل يعرف بالعقل والشرع حسنه والمنكر ما ينكر بهما ولهذا قيل للاقتصاد فى الجود معروف لما كان ذلك مستحسنا فى العقول بالشرع { واتبع } فى الدين { سبيل من اناب الىّ } رجع بالتوحيد والاخلاص فى الطاعة وهم المؤمنون الكاملون { ثم الىّ مرجعكم } مرجعك ومرجعهما { فانبئكم } عن رجوعكم { بما كنتم تعملون } بان اجازى كلا منكم بما صدر عنه من الخير والشر: وبالفارسية [بس آكاه كنم شمارا بباداش آن جيز كه مى كرديد] ونزل الآية فى سعد بن ابى وقاص رضى الله عنه من العشرة المبشرة حين اسلم وحلفت امه ان لا تأكل ولا تشرب حتى يرجع عن دينه [أورده اندكه مادر سعد سه روزنان وآب نخورد تادهن او بجوبى بشكافتند وآب دران ريختند وسعد ميكفت اكر اورا هفتاد روح باشد ويك بيك اكر قبض كنند يعنى بفرض اكر هفتاد باربميرد من از دين اسلام بر نمى كردم] وقد سبقت قصته مع فوائد كثيرة فى اوائل سورة العنكبوت.
واعلم ان اهم الواجبات بعد التوحيد بر الوالدين ـ روى ـ
"ان رجلا قال يا رسول الله ان امى هرمت فاطعمها بيدى واسقيها واوضئها واحملها على عاتقى فهل جازيتها حقها قال عليه السلام لا ولا واحدا من مائة قال ولم يا رسول الله قال لانها خدمتك فى وقت ضعفك مريدة حياتك وانت تخدمها مريدا مماتها ولكنك احسنت والله يثيبك على القليل كثيرا" :قال الشيخ سعدى

رازراى مادر بتافتدل درد مندش بآزر بتافت
جو بيجاره شد بيشش آورد مهد كه اى سست مهر وفراموش عهد
نه كريان ودر مانده بودى وخرد كه شبها زدست تو خوابم نبرد
نه در مهد نيروى حالت نبود مكس راندن ازخود مجالت نبود
توانى كه از يك مكس رنجه كه امروز سالار سر بنجه
بحالى شوى باز در قعر كور كه نتوانى ازخويشتن دفع مور
دكر ديده جون برفروزد جراغ جو كرم لحد خورد بيه دماغ
جوبوشيده جشمى نه بينى كه راه نداند همى وقت رفتن زجاه
توكر شكر كردى كه باديده وكرنه توهم جشم بوشيدة

وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لولا انى اخاف عليكم تغير الاحوال عليكم بعدى لامرتكم ان تشهدوا لاربعة اصناف بالجنة. او لهم امرأة وهبت صداقها لزوجها لاجل الله وزوجها راض. والثانى ذو عيال كثير يجتهد فى المعيشة لاجلهم حتى يطعمهم الحلال. والثالث التائب من الذنب على ان لا يعود اليه ابدا كاللبن لا يعود الى الثدى. والرابع البار بوالديه ثم قال عليه السلام طوبى لمن بر بوالديه وويل لمن عقهما"
وعن عطاء بن يسار ان قوما سافروا فنزلوا برية فسمعوا نهيق حمار حتى اسهرهم فلما اصبحوا نظروا فرأوا بيتا من شعر فيه عجوز فقالوا سمعنا نهيق حمار وليس عندك حمار فقالت ذاك ابنى كان يقول لى يا حمارة فدعوت الله ان يصيره حمارا فذاك منذ مات ينهق كل ليلة حتى الصباح.
وعن وهب لما خرج نوح عليه السلام من السفينة نام فانكشفت عورته وكان عنده حام ولده فضحك ولم يستره فسمع سام ويافث صنع حام فألقيا عليه ثوبا فلما سمعه نوح قال غير الله لونك فجعل السودان من نسل حام فصار الذل لاولاده الى يوم القيامة: قال الحافظ

دخترانرا همه جنكست وجدل بامادر بسرانرا همه بدخواه بدر مى بينم

ثم ان الآية قد تضمنت النهى عن صحبة الكفار والفساق والترغيب فى صحبة الصالحين فان المقارنة مؤثرة والطبع جذاب والامراض سارية.
وفى الحديث
"لاتساكنوا المشركين ولا تجامعوهم فمن ساكنهم او جامعهم فهو منهم وليس منا" اى لا تسكنوا مع المشركين فى المسكن الواحد ولا تجتمعوا معهم فى المجلس الواحد حتى لا تسرى اليكم اخلاقهم الخبيثة وسيرهم القبيحة بحكم المقارنة

باد جون برفضاى بد كذرد بوى بدكيرد از هواى خبيث

قال ابراهيم قدس سره دواء القلب خمسة. قراءة القرآن بالتدبر. واخلاء البطن. وقيام الليل. والتضرع الى الله تعالى عند السحر. ومجالسة الصالحين

بى نيك مردان ببايد شتافت كه هركه اين سعادت طلب كرد يافت
وليكن تو دنبال ديو خسى ندانم كه در صالحان كى رسى

كذا فى البستان