التفاسير

< >
عرض

وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَدْنَىٰ دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
٢١
-السجدة

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولنذيقنهم } اى اهل مكة. والاذاقة بالفارسية [جشانيدن] { من العذاب الادنى } اى الاقرب وهو عذاب الدنيا وهو ما محنوا به من القحط سبع سنين بدعاء النبى عليه السلام حين بالغوا فى الاذية حتى اكلوا الجيف والجلود والعظام المحترقة والعلهز وهو الوبر والدم بان يخلط الدم باوبار الابل وشوى على النار وصار الواحد منهم يرى ما بينه وبين السماء كالدخان وكذا ابتلوا بمصائب الدنيا وبلاياها مما فيه تعذيبهم حتى آل امرهم الى القتل والاسر يوم بدر { دون العذاب الاكبر } اى قبل العذاب الاكبر الذى هو عذاب الآخر فدون هنا بمعنى قبل.
وفى كشف الاسرار وتبعه الكاشفى فى تفسيره [فروتر ازعذاب بزركتركه خلودست در آتش] وذلك لانه فى الاصل ادنى مكان من الشئ فيقال هذا دون ذلك اذا كان احط منه قليلا ثم استعير منه للتفاوت فى الاموال.
[والرتب درلباب ازتفسير نقاش نقل كرده كه ادنى غلاى اسعارست واكبر خروج مهدى بشمشير آبدار وكفته اندخوارئ دنيا ونكو نسارئ عقبا يا افتادن دركناه ودور افتادن ازدركاه قرب الله]

دورماندن از وصال او عذاب اكبراست آتش سوز فراق ازهر عذابى بدترست

وفى حقائق البقلى العذاب الادنى حرمان المعرفة والعذاب الاكبر والاحتجاب عن مشاهدة المعروف.
وقال ابو الحسن الوراق الادنى الحرص على الدنيا والاكبر العذاب عليه { لعلهم } اى لعل من بقى منهم وشاهده ولعل فى مثله بمعنى كى { يرجعون } يتوبون عن الكفر والمعاصى.
وفى التأويلات النجمية يشير الى ارباب الطلب واصحاب السلوك اذا وقعت لاحدهم فى اثناء السلوك وقفة لعجب تداخله او لملالة وسآمة نفس او لحسبان وغرور قبول او وقعت له فترة بالتفاته الى شئ من الدنيا وزينتها وشهواتها فابتلاه الله اما ببلاء فى نفسه او ماله او بيته من اهاليه واقربائه واحبائه لعلهم باذاقة عذاب البلاء والمحن انتبهوا من نوم الغفلة وتداركوا ايام العطلة قبل ان يذيقهم العذاب الاكبر بالخذلان والهجران وقسوة القلب كما قال تعالى
{ { ونقلب افئدتهم } الآية لعلهم يرجعون الى صدق طلبهم وعلو محبتهم