التفاسير

< >
عرض

وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ
٢٤
-السجدة

روح البيان في تفسير القرآن

{ وجعلنا منهم } اى من بنى اسرائيل { ائمة } جمع امام بمعنى المؤتم والمقتدى به قولا وفعلا: بالفارسية [بيشوا] { يهدون } يرشدون الخلق الى الحق بما فى التوراة من الشرائع والاحكام والحكم { بامرنا } اياهم بذلك او بتوفيقنا لهم { لما صبروا } على الحق فى جميع الامور والاحوال وهى شرط لما فيها من معنى الجزاء نحو احسنت اليك لما جئتنى والتقدير لما صبر الائمة اى العلماء من بنى اسرائيل على المشاق وطريق الحق جعلناهم ائمة او هى ظرف بمعنى الحين اى جعلناهم ائمة حين صبروا { وكانوا بآياتنا } التى فى تضاعيف الكتاب { يوقنون } لامعانهم فيها النظر والايقان [بى كمان شدن] ولا تشك انها من عندنا كما يشك الكفار من قومك فى حق القرآن.
وفيه اشارة الى انه كما ان الله تعالى جعل التوراة هدى لبنى اسرائيل فاهتدوا بها الى مصالح الدين والدنيا كذلك جعل القرآن هدى لهذه الامة المرحومة يهتدون به الى الشرائع والحقائق وكما انه جعل من بنى اسرائيل قادة ادلاء كذلك جعل من هذه الامة سادة اجلاء بل رجحهم على الكل بكل كمال فان الافضل اولى باحراز الفضائل كلها.
قال الشيخ العارف ابو الحسن الشاذلى قدس سره رأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى النوم باهى موسى وعيسى عليهما السلام بالامام الغزالى قدس سره وقال أفى امتكما حبر كذا قالا لا ورضى الله عن جميع الاولياء والعلماء ونفعنا بهم فانظر ما اشرف علم هذه الامة وما اعز معرفتهم ولذا يشرفون يوم القيامة بكل حلية ـ كما قال بعض الاخيار ـ رأيت الشيخ ابا اسحق ابراهيم ابن على بن يوسف الشيرازىرحمه الله فى النوم بعد وفاته وعليه ثياب بيض وعلى رأسه تاج فقلت له ما هذا البياض فقال شرف الطاعة قلت والتاج قال عز العلم.
قال بعض الكبار من عدم الانصاف عدم ايمان الناس بما جاء به الانبياء المعصومون وعدم الايمان بما اتى به الاولياء المحفوظون فان البحر واحد فمن آمن بما جاء به الاصل من الوحى يجب ان يؤمن بما جاء به الفرع من الالهام بجامع الموافقة وقد ثبت ان العلماء ورثة الانبياء فعلومهم علومهم ففى الاتباع لهم فى اقوالهم وافعالهم واحوالهم اجر كثير وثواب عظيم ونجاة من المهالك كما قال الحافظ

يار مردان خدا باش كه در كشتى نوح هست خاكى كه بآبى نخرد طوفانرا