التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ مِن طِينٍ
٧
-السجدة

روح البيان في تفسير القرآن

{ الذى احسن كل شئ خلقه } خبر آخر لذلك.
قال الراغب الاحسان يقال على وجهين احدهما الانعام على الغير يقال احسن الى فلان والثانى احسان من فعله وذلك اذا علم علما حسنا او عمل عملا حسنا وعلى هذا قول امير المؤمنين رضى الله عنه الناس على ما يحسنون اى منسوبون الى ما يعملون من الافعال الحسنة انتهى.
اى جعل كل شئ خلقه على وجه حسن فى الصورة والمعنى على ما يقتضيه استعداده وتوجبه الحكمة والمصلحة: وبالفارسية [نيكو كرد هرجيزى راكه بيافريد يعنى بياراست بروجه نيكو بمقتضاى حكمت]

كردن آنجه درجهان شايد كرده آنجنانكه مى بايد
ازتو رونق كرفت كار همه كه تويى آفريد كار همه
نقش دنيا بلوح خاك ازتست دل دانا وجان باك ازتست

طوّل رجل البهيمة والطائر وطوّل عنقهما لئلا يتعذر عليهما ما لا بد لهما منه من قوتهما ولو تفاوت ذلك لم يكن لهما معاش وكذلك كل شئ من اعضاء الانسان مقدر لما يصلح به معاشه فجميع المخلوقات حسنة وان اختلفت اشكالها وافترقت الى حسن واحسن كما قال تعالى { { لقد خلقنا الانسان فى احسن تقويم } قال ابن عباس رضى الله عنهما الانسان فى خلقه حسن.
قال البقلى القبيح قبيح من جهة الامتحان وحسن من حيث صدر من امر الرحمن.
وقال الشيخ اليزدى ان الله تعالى خلق الحسن والقبيح لكن القبيح كان فى علمه ان يكون قبيحا فلما كان ينبغى تقبيحه كان الاحسن والاصوب فى خلقه تقبيحه على ما ينبغى فى علم الله لان المستحسنات انما حسنت فى مقابلة المستقبحات فلما احتاج الحسن الى قبيح يقابله ليظهر حسنه كان تقبيحه حسنا انتهى.
يقول الفقير لا شك ان الله تعالى خلق الحسن والقبح وان كان كل صنعه وفعله جميلا ومطلق الخلق قد مدح به ذاته كما قال
{ { أفمن يخلق كمن لا يخلق } لكنه لا يقال فى مقام المدح انه تعالى خالق القردة والخنازير والحيات والعقارب ونحوها من الاجسام القبيحة والضارة بل يقال خالق كل شئ فالقبيح ليس خلقه وايجاده بل ما خلقه وان كان قبح القبيح بالنسبة الى مقابلة الحسن لا فى ذاته وقد طلب عين الحمار بلسان الاستعداد صورته التى هو عليها وكذا الكلب ونحوه وصورتها مقتضى عينها الثابتة وكذا الحكم على الكلب بالنجاسة مقتضى ذاته وكل صورة وصفة الدنيا فهى صورة كمال وصفة كمال فى مرتبتها فى الحقيقة ولو لم يظهر كل موجود فى صورة التى هو عليها وفى صفته التى البسها الخلاق اليه بمقتضى استعداده لصار ناقصا قبيحا فاين القبح فى الاشياء وقد خلقها الله بالاسماء الحسنى { وبدأ خلق الانسان } من بين جميع المخلوقات وهو آدم ابو البشر عليه السلام { من طين } الطين التراب والماء المختلط وقد سمى بذلك وان زال عنه قوة الماء.
قال الشيخ عبد العزيز النسفىرحمه الله [خداوند تعالى قالب آدم زخاك آفريد يعنى از عناصر اربعة اما خاك ظاهر تربود خاكرا ذكر كردد وخاك آدم را ميان مكه وطائف مى برورد وتربيت داد بروايتى جهل سال وبروايتى جهل هزار سال اينست معنى "خمرت طينةآدم بيدى اربعين صباحا"].
وفى كشف الاسرار [جه زيان دارد اين جوهر راكه نهادوى از كل بوده جون كمال وى دردل نهاده قيمت اوكه هست ازروى تربت آن سركه با آدميان بود نه باعرش ونه باكرسى نه با فلك نه با ملك زيرا كه همه بند كان مجرد بودند وآدميان همه بند كان بودند وهم دوستان]