التفاسير

< >
عرض

تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاَمٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً
٤٤
-الأحزاب

روح البيان في تفسير القرآن

{ تحيتهم } من اضافة المصدر الى المفعول اى ما يحيون به. والتحية الدعاء بالتعمير بان يقال حياك الله اى جعل لك حياة ثم جعل كل دعاء تحية لكون جميعه غير خارج عن حصول الحياة او سبب حياة اما لدنيا واما لآخرة { يوم يلقونه } يوم لقائه تعالى عند الموت او عند البعث من القبور او عند دخول الجنة { سلام } تسليم عليهم من الله تعظيما لهم

خوشت ازتوسلامى بما در آخر عمر جونامه رفت باتمام والسلام خوشست

او من الملائكة بشارة لهم بالجنة او تكرمة لهم كما فى قوله تعالى { { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم } او اخبار بالسلامة من كل مكروه وآفة وشدة. وعن انس رضى الله عنه عن النبى عليه السلام "اذا جاء ملك الموت الى ولىّ الله سلم عليه وسلامه عليه ان يقول السلام عليك يا ولى الله قم فاخرج من دارك التى خربتها الى دارك التى عمرتها فاذا لم يكن وليا لله قال له قم فاخرج من دارك التى عمرتها الى دارك التى خربتها"
يقول الفقير عمارة الدنيا بزرع الحبوب وتكثير القوت وكرى الانهار وغرس الاشجار ورفع ابنية الدور وتزيين القصور وعمارة الآخرة بالاذكار والاعمال والاخلاق والاحوال كما قال المولى الجامى

يا دكن آنكه درشب اسرى باحبيب خدا خليل خدا
كفت كوى ازمن اى رسول كرام امت خويش را ز بعد سلام
كه بود باك وخوش زمين بهشت ليك آنجا كسى درخت نكشت
خاك او باك وطيب افتاده ليك هست از درختها ساده
غرس اشجار آن بسعى جميل بسمله حمد له است بس تهليل
هست تكبير نيزاز ان اشجار خوش كسى كش جزاين نباشد كار
باغ جنات تحتها الانهار سبز وخرم شود ازان اشجار

وفى الآية اشارة الى ان التحية اذا قرنت بالرؤية واللقاء اذا قرن بالتحية لا يكونان الا بمعنى رؤية البصر والتحية خطاب يفاتح به الملوك فبهذا اخبر عن علو شانهم ورفعة درجتهم وانهم قد سلموا من آفات القطعية بدوام الوصلة.
قال ابن عطاء اعظم عطية المؤمنين فى الجنة سلام الله عليهم من غير واسطة

سلامت من دلخسته در سلام توباشد زهى سعادت اكردولت سلام تويابم

{ واعد لهم } [وآماده كرد خداى تعالى براى مؤمنان باوجود تحيت برايشان] { اجرا كريما } ثوابا حسنا دائما وهو نعيم الجنة وهو بيان لآثار رحمته الفائضة عليهم بعد دخول الجنة عقيب بيان آثار رحمته الواصلة اليهم قبل ذلك وايثار الجملة الفعلية دون واجرهم اجر كريم ونحوه لمراعاة الفواصل.
وفيه اشارة الى سبق العناية الازلية فى حقهم لان فى الاعداد تعريفا بالاحسان السابق والاجر الكريم ما يكون سابقا على العمل بل يكون العمل من نتائج الكرم

قرب تو باسباب وعلل نتوان يافت بى سابقه فضل ازل نتوان يافت
بر هرجه توان كرفتن اورا بدلى توبى بدلى ترا بدل نتوان يافت

ثم هذه الآية من اكبر نعم الله على هذه الامة ومن ادل دليل على افضليتها على سائر الامم ومن جملة ما "اوحى اليه عليه السلام ليلة المعراج ان الجنة حرام على الانبياء حتى تدخلها يا محمد وعلى الامم حتى تدخلها امتك" فاذا كانوا اقدم فى الدخول للتعظيم كانوا افضل واكثر فى الاجر الكريم ثم ان فقراء هذه الامة اكبر شأنا من اغنيائهم. وعن انس بن مالك رضى الله عنه قال "بعث الفقراء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا فقال يا رسول الله انى رسول الفقراء اليك فقال مرحبا بك وبمن جئت من عندهم جئت من عند قوم احبهم فقال يا رسول الله ان الفقراء يقولون لك ان الاغنياء ذهبوا بالخير كله هم يحجون ولا نقدر عليه ويتصدقون ولا نقدر عليه ويعتقون ولا نقدر عليه واذا مرضوا بعثوا بفضل اموالهم ذخرا لهم فقال عليه السلام بلغ الفقراء عنى ان لمن صبر واحتسب منهم ثلاث خصال ليس للاغنياء منها شئ اما الخصلة الاولى فان فى الجنة غرفا من ياقوت احمر ينظر اليها اهل الجنة كما ينظر اهل الدنيا الى النجوم لا يدخلها الا نبى فقير او شهيد فقير او مؤمن فقير والخصلة الثانية يدخل الفقراء الجنة قبل الاغنياء بنصف يوم وهو خمسمائة عام والخصلة الثالثة اذا قال الفقير سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر مخلصا وقال الغنى مثل ذلك لم يلحق الغنى بالفقير فى فضله وتضاعف الثواب وان انفق الغنى معها عشرة آلاف درهم وكذلك اعمال البر كلها فرجع الرسول اليهم واخبرهم بذلك فقالوا رضينا يا رب رضينا" ذكره اليافعى فى روض الرياحين

صائب فريب نعمت الوان نمى خوريم روزئ خود زخوان كرم مى خوريم ما

قال

افتد هماى دولت اكردر كمند ما ازهمت بلند رها مى كنيم ما

وقال الحافظ

ازكران تابكران لشكر ظلمست ولى ازازل تابابد فرصت درويشا نست