التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَـكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَٱدْخُلُواْ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَٱنْتَشِرُواْ وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي ٱلنَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَٱللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ ٱلْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَٱسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ذٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوۤاْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذٰلِكُمْ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيماً
٥٣
-الأحزاب

روح البيان في تفسير القرآن

{ يا ايها الذين آمنوا } [آورده اندكه جون حضرت ييغمبر عليه السلام زينب را رضى الله عنها بحكم ربانى قبول فرموده وليمة ترتيب نمود ومردم را طلبيده دعوتى مستوفى داد وجون طعام خورده شد بسخن مشغول كشتند وزينب در كوشه خانه روى بديوار نشسته بود حضرت عليه السلام ميخواست كه مردمان بروند آخر خود از مجلس برخاست وبرفت صحابه نيزبر فتند وسه كس مانده همجنان سخن ميكفتند حضرت بدرخانة آمد وشرم ميداشت كه ايشانرا عذر خواهد وبعد ازانتظار بسياركه خلوت شد آيت حجاب نازل شد] ـ روى ـ ان ناسا من المؤمنين كانوا ينتظرون وقت طعام رسول الله فيدخلون ويقعدون الى حين ادراكه ثم يأكلون ولا يخرجون وكان رسول الله يتأذى من ذلك فقال تعالى { يا ايها الذين آمنوا } { لا تدخلوا بيوت النبى } حجراته فى حال من الاحوال { الا ان يؤذن لكم } الاحال كونكم مأذونا لكم ومدعوا { الى طعام } [بس آن هنكام در آييد] وهو متعلق بيؤذن لانه متضمن معنى يدعى للاشعار بانه لا يحسن الدخول على الطعام من غير دعوة وان اذن به كما اشعر به قوله { غير ناظرين انيه } حال من فاعل لا تدخلوا على ان الاستثناء وقع على الظرف والحال كأنه قيل لا تدخلوا بيوت النبى الا حال الاذن ولا تدخلوها الا غير ناظرين اناه اى غير منتظرين وقت الطعام او ادراكه وهو بالقصر والكسر مصدر انى الطعام اذا ادرك.
قال فى المفردات الانا اذا كسر اوله قصروا واذا فتح مد وانى الشئ يأنى قرب اناه ومثله آن يئين اى حان يحين. وفيه اشارة الى حفظ الادب فى الاستئذان ومراعاة الوقت وايجاب الاحترام { ولكن اذا دعيتم فادخلوا } استدراك من النهى عن الدخول بغير اذن وفيه دلالة بينة على ان المراد بالاذن الى الطعام هو الدعوة اليه اى اذا اذن لكم فى الدخول ودعيتم الى الطعام فادخلوا بيوته على وجوب الادب وحفظ احكام تلك الحضرة { فاذا طعمتم } الطعام وتناولتم فان الطعم تناول الغذاء: وبالفارسية [بس جون طعام خورديد] { فانتشروا } فتفرقوا ولا تمكثوا: وبالفارسية [بس برا كنده شرويد ازخانهاى او] هذه الآية مخصوصة بالداخلين لاجل الطعام بلا اذن وامثالهم والا لما جاز لاحد ان يدخل بيوته بالاذن لغير الطعام ولا اللبث بعد الطعام لامر مهم { ولا مستأنسين } [الاستئناس: انس كرفتن] وهو ضد الوحشة والنفور { لحديث } الحديث يستعمل فى قليل الكلام وكثيره لانه يحدث شيئا فشيئا وهو عطف على ناظرين او مقدر بفعل اى ولا تدخلوا طالبين الانس لحديث بعضكم او لحديث اهل البيت بالتسمع له: وبالفارسية [ومنشينيد آرام كرفتكان براى سخن بيكديكر]. وفى التأويلات النجمية اذا انتهت حوائجكم فاخرجوا ولا تتغافلوا ولا يمنعكم حسن خلقه من حسن الادب ولا يحملنكم فرط احتشامه على الابرام عليه وكان حسن خلقه جسرهم على المباسطة معه حتى انزل الله هذه الآية { ان ذلكم } اى الاستئناس بعد الاكل الدال على اللبث { كان يؤذى النبى } [مى رنجاند وآزرده كند ييغمبررا] لتضييق المنزل عليه وعلى اهله واشغاله فيما لا يعنيه. والاذى ما يصل الى الانسان من ضرر اما فى نفسه او فى جسمه او فتياته دنيويا كان او اخرويا { فيستحى منكم } محمول على حذف المضاف اى من اخراجكم بدليل قوله { والله لا يستحيى من الحق } فانه يستدعى ان يكون المستحيى منه امرا حقا متعلقا بهم لانفسهم وما ذكل الا اخراجهم. يعنى ان اخراجكم حق فينبغى ان لا يترك حياء ولذلك لم يترك الله ترك الحى وامركم بالخروج والتعبير عن عدم الترك بعدم الاستحياء للمشاكلة وكان عليه السلام اشد الناس حياء واكثرهم عن العورات اغضاء وهو التغافل عما يكره الانسان بطبيعته. والحياء رقة تعترى وجه الانسان عند فعل ما يتوقع كراهته او ما يكون تركه خيرا من فعله.
قال الراغب الحياء انقباض النفس عن القبائح وتركه لذلك ـ روى ـ ان الله تعالى يستحيى من ذى الشيبة المسلم ان يعذبه فليس يراد به انقباض النفس اذ هو تعالى منزه عن الوصف بذلك وانما المراد به ترك تعذيبه وعلى هذا ما روى ان الله تعالى حى اى تارك للمقابح فاعل للمحاسن.
ثم فى الآية تأديب للثقلاء.
قال الاحنف نزل قوله تعالى { فاذا طعمتم فانتشروا } فى حق الثقلاء فينبغى للضيف ان لا يجعل نفسه ثقيلا بل يخفف الجلوس وكذا حال العائد فان عيادة المرضى لحظة قيل للاعمش ما الذى اعمش عينيك قال النظر الى الثقلاء قيل

اذا دخل الثقيل بارض قوم فما للساكنين سوى الرحيل

وقيل مجالسة الثقيل حمى الروح.
وقيل لأنوشروان ما بال الرجل يحمل الحمل الثقيل ولا يحمل مجالسة الثقيل قال يحمل الحمل بجميع الاعضاء والثقيل تنفرد به الروح. قيل من حق العاقل الداخل على الكرام قلة الكلام وسرعة القيام. ومن علامة الاحمق بالجلوس فوق القدر والمجيئ فى غير الوقت. وقد قالوا اذا اتى باب اخيه المسلم يستأذن ثلاثا ويقول فى كل مرة السلام عليكم يا اهل البيت ثم يقول أيدخل فلان ويمكث بعد كل مرة مقدار ما يفرغ الآكل من اكله ومقدار ما يفرغ المتوضئ من وضوئه والمصلى باربع ركعات من صلاته فان اذن دخل وخفف والارجع سالما عن الحقد والعداوة. ولا يجب الاستئذان على من ارسل اليه صاحب البيت رسولا فاتى بدعوته.
قال فى كشف الاسرار [ادب نهايت قال است وبدايت حال حق جل جلاله اول مصطفى را عليه السلام بادب بيارست بس بخلق فرستاد: كما قال
"ادبنى ربى فاحسن تأديبى" . عام را هرعضوى ازاعضاى ظاهر ادبى بايد والا هالكند. وخاص راهر عضوى از اعضاى باطن ادبى بايد والا هالكند. وخاص الخاص درهمه اوقات ادب بايد قال المولى الجامى]

ادبوا النفس ايها الاحباب طرق العشق كلها آداب
مايه دولت ابد ادبست بايه رفعت خرد ادبست
جيست آن داد بندكى دادن بر حدود خداى ايستادن
قول وفعل از شنيدن وديدن بموازين شرع سنيجدن
باحق وخلق وشيخ ويار ورفيق ره سيردن بمقتضاى طريق
حركات جوارح واعضا راست كردن بحكم دين هدا
خطرات وخواطر واوهام باك كردن زشوب نفس تمام
دين واسلام در ادب طلبيست كفر وطغيان زشوم بى ادبيست

ومن الله التوفيق للآداب الحسنة والافعال المستحسنة { واذا سألتموهن متاعا } الماعون وغيره { فاسألوهن } اى المتاع { من وراء حجاب } من خلف ستر: وبالفارسية [ازبس برده] ويقال خارج الباب { ذلكم } اى سؤال المتاع من وراء الحجاب { اطهر لقلوبكم وقلوبهن } اى اكثر تطهيرا من الخواطر النفسانية والخيالات الشيطانية فان كل واحد من الرجل والمرأة اذا لم ير الآخر لم يقع فى قلبه شئ.
قال فى كشف الاسرار نقلهم عن مألوف العادة الى معروف الشريعة ومفروض العبادة وبين ان البشر بشر وان كانوا من الصحابة وازواج النبى عليه السلام فلا يأمن احد على نفسه من الرجال والنساء ولهذا شدد الامر فى الشريعة بان لا يخلو رجل بامرأة ليس بينهما محرمية كما قال عليه السلام
"لا يخلوّن رجل بامرأة فان ثالثهما الشيطان"
وكان عمر رضى الله عنه يحب ضرب الحجاب عليهن محبة شديدة وكان يذكره كثيرا ويود ان ينزل فيه وكان يقول لو اطاع فيكن ما رأتكن عين وقال يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو امرت امهات المؤمنين بالحجاب فنزلت ـ روى ـ انه مر عليهن وهن مع النساء فى المسجد فقال احتجبن فان لكن على النساء فضلا كما ان لزوجكن على الرجال الفضل فقالت زينب انك يا ابن الخطاب لتغار علينا والوحى ينزل فى بيوتنا: يعنى [اكر مراد الله بود خود فرمايد وحاجت بغيرت تو نباشد تادرين حديث بودند بروفق قول عمر رضى الله عنه آيت حجاب فرود آمد { واذا سألتموهن } الخ.
وعن عائشة رضى الله عنها ان ازواج النبى عليه السلام كن يخرجن الليل لحاجتهن وكان عمر يقول للنبى احجب نساءك فلم يكن يفعل فخرجت سودة بنت زمعة ليلة من الليالي عشيا وكانت امرأة طويلة فناداها عمر ألا قد عرفناك يا سودة حرصا على ان تنزل آية الحجاب فانزلها الله تعالى وكانت النساء قبل نزول هذه الآية يبرزن للرجال [وبعد ازنزولش حكم شد تاهمه زنان برده فروكذاشتند] ولم يكن لاحد ان ينظر الى امرأة من نساء رسول الله متنقبة كانت او غير متنقبة: يعنى [بعد ازنزول آيت حجاب هيج كس را روا نبود كه درزنى از زنان رسول نكر ستند اكر در نقاب بودى يابى نقاب] واستدل بعض العلماء باخذ الناس عن ازواج النبى عليه السلام من وراء الحجاب على جواز شهادة الاعمى اذا تيقن الصوت وهو مذهب مالك واحمد ولم يجزها ابو حنيفة سواء كانت فيما يسمع او لا خلافا لابى يوسف فيما اذا تحملها بصيرا فان العلم حصل له بالنظر وقت التحمل وهو العيان فاداؤه صحيح اذ لا خلل فى لسانه وتعريف المشهود عليه يحصل بذكر نسبه ولابى حنيفة انه يحتاج فى ادائها الى التمييز بين الخصمين وهو لا يفرق بينهما الا بالنغمة وهى لا تعتبر لانها تشبه نغمة اخرى ويخاف عليه التلقين من الخصم والمعرفة بذكر النسب لا تكفى لانه ربما يشاركه غيره فى الاسم والنسب وهذا الخلاف فى الدين والعقار لا فى المنقول لان شهادة لا تقبل فيه اتفاقا لانه يحتاج الى الاشارة والدين يعرف ببيان الجنس والوصف والعقار بالتحديد وكذا قال الشافعى تجوز شهادة الاعمى فيما رآه قبل ذهاب بصره او يقر فى اذنه فيتعلق به حتى يشهد عند قاض به { وما كان لكم } اى وما صح وما استقام لكم { ان تؤذوا رسول الله } اى ان تفعلوا فى حياته فعلا يكرهه ويتأذى به { ولا ان تنكحوا ازواجه } [زنان اوراكه مدخول بها باشد] { من بعده } اى من بعد وفاته او فراقه { ابدا } فان فيه تركا لمراعاة حرمته فانه اب وازواجه امهات ويقال لانهن ازواجه فى الدنيا والآخرة كما قال عليه السلام
"شارطت ربى ان لا اتزوج الا من تكون معى فى الجنة" ولو تزوجن لم يكنّ معه فى الجنة لان المرأة لآخر ازواجها لما روى ان ام الدرداء رضى الله عنها قالت لابى الدرداء رضى الله عنه عند موته انك خطبتنى من ابوىّ فى الدنيا فانكحاك فانى اخطبك الى نفسى فى الآخرة فقال لها لا تنكحى بعدى فخطبها معاوية بن ابى سفيان فاخبرته بالذى كان وابت ان تتزوجه ـ روى ـ عن حذيفة رضى الله عنه انه قال لامرأته ان اردت ان تكونى زوجى فى الجنة فلا تتزوجى بعدى فان المرأة لآخر ازواجها ـ روى ـ فى خبر آخر بخلاف هذا وهو "ان ام حبيبة رضى الله عنها قالت يا رسول الله ان المرأة منا اذا كان لها زوجان لايهما تكون فى الآخرة فقال انها تخير فتختار احسنهما خلقا منهما ثم قال يا ام حبيبة ان حسن الخلق ذهب بالدنيا والاخرة" والحاصل انه يجب على الامة ان يعظموه ويوقروه فى جميع الاحوال فى حال حياته وبعد وفاته فانه يقدر ازدياد تعظيمه وتوقيره فى القلوب يزداد نور الايمان فيها وللمريدين مع الشيوخ فى رعاية امثال هذا الادب اسوة حسنة لان الشيخ فى قومه كالنبى فى امته كما سبق بيانه عند قوله { وازواجه امهاتهم }.
وفى الآية اشارة الى ان قوى النفس المحمدية من جهة الراضية والمرضية والمطمئنة بطبقاتها بكلياتها متفردة بالكمالات الخاصة للحضرة الاحمدية دنيا وآخرة فافهم سر الاختصاص والتشريف.
ثم ان اللاتى طلقهن النبى عليه السلام اختلف فيهن ومن قال بحلهن فلانه عليه السلام قطع العصمة حيث قال
"ازواجى فى الدنيا هن ازواجى فى الآخرة" فلم يدخلن تحت الآية والصحيح ان من دخل بها النبى عليه السلام ثبتت حرمتها قطعا فخص من الآية التى لم يدخل بها لما روى ان الاشعث بن قيس تزوج المستعيذة فى ايام خلافة عمر رضى الله عنه فهمّ برجمهما فاخبر بانه عليه السلام فارقها قبل ان يمسها فترك من غير نكير.
وسبب نزول الآية ان طلحة بن عبيد الله التيمى قال لئن مات محمد لاتزوجن عائشة وفى لفظ تزوج محمد بنات عمنا ويحجبهن عنا يعنى يمنعنا من الدخول على بنات عمنا لانه وعائشة كانت من بنى تيم ابن مرة فقال لئن مات لاتزوجن عائشة من بعده فنزل فيه قوله تعالى { وما كان لكم } الآية.
قال الحافظ السيوطى وقد كنت فى وقفة شديدة من صحة هذا الخبر لان طلحة احد العشرة المبشرين بالجنة اجل مقاما من ان يصدر منه ذلك حتى رأيت انه رجل آخر شاركه فى اسمه واسم ابيه ونسبته كما فى انسان العيون { ان ذلكم } يعنى ايذاءه ونكاح ازواجه من بعده { كان عند الله عظيما } اى ذنبا عظيما وامرا هائلا [زيرا كه حرمت آن حضرت لازمست درحيات او وبعد از وفات او بلكه حيات وممات او دراداى حقوق تعظيم يكسانست جه خلعت خلافت ولباس شفاعت كبرى بس از وفات بر بالاى اعتدال او دوخته اند]

قباى سلطنت هو دو كون تشريفست كه جز يقامت زيباى او نيامد راست

ثم بالغ فى الوعيد