التفاسير

< >
عرض

يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ ٱلْغَفُورُ
٢
-سبأ

روح البيان في تفسير القرآن

{ يعلم ما يلج فى الارض } الولوج الدخول فى مضيق اى يعلم ما يدخل فيها من البزور والغيث ينفذ فى موضع وينبع من آخر والكنوز والدفائن والاموات والحشرات والهوام ونحوها وايضا يعلم ما يدخل فى ارض البشرية بواسطة الحواس الخمس والاغذية الصالحة والفاسدة من الحلال والحرام { وما يخرج منها } كالحيوان من جحره والزرع والنبات وماء العيون والمعادن والاموات عند الحشر ونحوها وايضا ما يخرج من ارض البشرية من الصفات المتولدة منها والاعمال الحسنة والقبيحة { وما ينزل من السماء } كالملائكة والكتب والمقادير والارزاق والبركات والامطار والثلوج والبرد والانداء والشهب والصواعق ونحوها ايضا ما ينزل من سماء القلب من الفيوض الروحانية والالهامات الربانية { وما يعرج } يصعد { فيها } كالملائكة والارواح الطاهرة والابخرة والادخنة والدعوات واعمال العباد.
ولم يقل "اليها" لان قوله تعالى
{ { اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه } يشير الى ان الله تعالى هو المنتهى لا السماء ففى ذكر "فى" اعلام بنفوذ الاعمال فيها وصعودها منها. وايضا وما يعرج فى سماء القلب من آثار الفجور والتقوى وظلمة الضلالة ونور الهدى.
وقال بعضهم [آنجه بالاميرود ناله تائبانست وآه مفلسان كه جون سحر كاه ازخلو تخانه سينه ايشان روى بدركاه رحمت بناه آرد فى الحال رقم قبول بروى افتدكه (انين المذنبين احب الىّ من زجل المسبحين) غلغل تسببح شيخ ارجند مقبولست ليك آه درد آلود رندانرا قبول ديكرست بداود عليه السلام وحى آمدكه اى داود آن ذلت كه ازتوصارشد برتو مبارك بودداود كفت بارخدا ذلت جكونه مبارك باشد كفت اى داود بيش ازان ذلت هرباركه بدركاه ما آمدى ملك وار مى آمدى باكر شمه وناز طاعت واكنون مى آيى بنده وار مى آيى باسوز ونياز مفلسى] { وهو الرحيم } للحامدين ولمن تولاه { الغفور } للمقصرين ولذنوب اهل ولايته فاذا كان الله متصفا بالخلق والملك والتصرف والحكمة والعلم والرحمة والمغفرة ونحوها من الصفات الجليلة فله الحمد المطلق والحمد هو الثناء على الجميل الاختيارى من جهة التعظيم من نعمة وغيرها كالعلم والكرم واما قولهم الحمد لله على دين الاسلام فمعناه على تعليم الدين وتوفيقه والحمد القولى هو حمد اللسان وثناؤه على الحق بما اثنى به بنفسه على لسان انبيائه والحمد الفعلى هو الاتيان بالاعمال البدنية ابتغاء لوجه الله والحمد الحالى هو الاتصاف بالمعارف والاخلاق الالهية والحمد عند المحنة الرضى عن الله فيما حكم به وعند النعم الشكر فيقال فى الضراء الحمد لله على كل حال نظرا الى النعمة الباطنة دون الشكر لله خوفا من زيادة المحنة لان الله تعالى قال
{ { لئن شكرتم لازيدنكم } والحمد على النعمة كالروح للجسد فلا بد من احيائها وابلغ الكلمات فى تعظيم صنع الله وقضاء شكر نعمته الحمد لله ولذا جعلت زينة لكل خطبة وابتداء لكل مدحة وفاتحة لكل ثناء وفضيلة لكل سورة ابتدئت بها على غيرها.
وفى الحديث
"كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو اجذم" اى اقطع فله الحمد قبل كل كلام بصفات الجلال والاكرام

حمد اوتاج تارك سخنست صدر هرنامه نووكهنست

قال فى فتوح الحرمين

احسن ما اهتم به ذو الهمم ذكر جميل لولى النعم
جون نعم اوست برون ازخيال كيف يؤديه لسان المقال
نعمت او بيشتر از شكر ماست شكرهم ازنعمتهاى خداست

"وعن رفاعة بن رافع رضى الله عنه قال كنا نصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه صلى الله عليه وسلم من الركوع قال سمع الله لمن حمده فقال رجل وراءه ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف قال (من المتكلم آنفا) قال الرجل انا قال (لقد رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها اولا)" وانما ابتدرها هذا العدد لان ذلك عدد حروف هذه الكلمات فلكل حرف روح هو المثبت له والمبقى لصورة ما وقع النطق به فبالارواح تبقى الصور وبنيات العمال وتوجهات نفوسهم ترتفع حيث منتهى همة العامل وللملائكة مراتب منها مخلوق من الانوار القدسية والارواح الكلية ومنها من الاعمال الصالحة والاذكار الخالصة بعضها على عدد بعض كلمات الاذكار وبعضها على عدد حروف الاذكار وبعضها على عدد الحروف المكررة وبعضها على عدد اركان الاعمال على قدر استعداد الذاكرين وقوتهم الروحية وهمتهم العلية. وفى الحديث المذكور دليل على ان من الاعمال ما يكتبه غير الحفظة مع الحفظة ويختصم الملأ الاعلى فى الاعمال الصالحة ويستبقون الى كتابه اعمال بنى آدم على قدر مراتبهم وتفصيل سر الحديث فى شرح الاربعين لحضرة الشيخ الاجل صدر الدين القنوى قدس سره