التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَٱتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
٢٠
-سبأ

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولقد صدق عليهم ابليس ظنه } التصديق بالفارسية [راستى يافتن] وضمير عليهم الى اهل سبأ لتقدم ذكرهم والظاهر انه راجع الى الناس كما يشهد به ما بعده. وابليس مشتق من الابلاس وهو الحزن المعترض من شدة اليأس كما فى المفردات ابلس يئس وتحير ومنه ابليس او هو اعجمى انتهى.
والظن هو الاعتقاد الراجح مع احتمال النقيض ومظنة الشئ بكسر الظاء موضع يظن فيه وجوده والمعنى وبالله لقد وجد ابليس ظنه بسبأ حين رأى انهماكهم فى الشهوات صادقا { فاتبعوه } اى اتبع اهل سبأ الشيطان فى الشرك والمعصية { الا فريقا من المؤمنين } الفريق الجماعة المنفردة عن الناس ومن بيانية اى الاجماعة هم المؤمنون لم يتبعوه فى اصل الدين وتقليلهم بالاضافة الى الكفار او تبعيضية اى الا فريقا من فرق المؤمنين لم يتبعوه وهم المخلصون او وجد ظنه ببنى آدم صادقا فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين وذلك انه حين شاهد آدم عليه السلام قد اصغى الى وسوسته قال ان ذريته اضعف منه عزما ولذا قال لاضلنهم.
وقال الكاشفى [شيطان لعين كمان برده بود كه من بر بنى آدم بسبب شهوت وغضب كه درنهاد ايشان نهاده اند دست يابم وايشانرا كمراه كنم كمان او درباره اهل غوايت راست شد] او قال انا نارى وآدم طينى والنار تأكل الطين او ظن عند قول الملائكة { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء }.
قال فى التأويلات النجمية يشير الى ان ابليس لم يكن متيقنا ان يقدر على الاغواء والاضلال بل كان ظانا بنفسه انه يقدر على اغواء من لم يطع الله ورسوله فلما زين لهم الكفر والمعاصى وكانوا مستعدين لقبولها حكمة لله فى ذلك وقبلوا منه بعض ما امرهم به على وفق هواهم وتابعوه بذلك صدق عليهم ظنه اى وجدهم كما ظن فيهم: قال الشيخ سعدى قدس سره

نه ابليس در حق ما طعنه زد كز اينان نيايد بجز كار بد
فغان از بديها كه در نفس ما ست كه ترسم ظن ابليس راست
جو ملعون بسند آمدش قهر ما خدايش برانداخت از بهر ما
كجا سر برآ ريم ازين عاروننك كه با او بصلحيم وباحق بجنك
نظر دوست نادر كند سوى تو جودرروى دشمن بود روى تو
ندانى كه كمتر دوست باى جو بيند كه دشمن بود درسراى