التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
٣
-سبأ

روح البيان في تفسير القرآن

{ وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة } [نمى آيد بما قيامت] وعبر عن القيامة بالساعة تشبيها لها بالساعة التى هى جزء من اجزاء الزمان لسرعة حسابها.
قال فى الارشاد ارادوا بضمير المتكلم جنس البشر قاطبة لا انفسهم او معاصرهم فقط كما ارادوا بنفى اتيانها نفى وجودها بالكلية لاعدم حضورها مع تحققها فى نفس الامر وانما عبروا عنه بذلك لانهم كانوا يوعدون باتيانها ولان وجود الامور الزمانية المستقبلة لا سيما اجزاء الزمان لا تكون الا بالاتيان والحضور.
وفى كشف الاسرار [منكران بعث دو كروه اند كروهى كفتند { ان نظن الا ظنا وما نحن بمستيقنين } يعنى مادر كما نيم برستا خيز يقين نميدانيم كه خواهد بود ورب العالمين ميكويد ايمان بنده وقتى درست شود كه برستاخيز وآخرت بيكمان باشد: وذلك قوله { وبالآخرة هم يوقنون } كروهى ديكر كفتند { لا تأتينا الساعة } رستاخيز بما نيايد ونخواهد بود] { قل بلى } رد لكلامهم واثبات لما نفوه من اتيان الساعة على معنى ليس الامر الا اتيانها [درلباب كفته كه ابو سفيان بلات وعزى سوكند خوردكه بعث ونشور نيست حق تعالى فرمود كه اى حبيب من تو هم سوكند خوركه] { وربى } الواو للقسم: يعنى [بحق آفريدكار من بزودى] { لتأتينكم } الساعة البتة: يعنى [بيايد بشما قيامت] وهو تأكيد لما قبله { عالم الغيب } نعت لربى او بدل منه وهو تشديد للتأكيد يريد ان الساعة من الغيوب والله عالم بكلها والغيب ما غاب عن الخلق على ما قال بعضهم العلقة غيب فى النطفة والمضغة غيب فى العلقة والانسان غيب فى هذا كله والماء غيب فى الهواء والنبات غيب فى الماء والحيوان غيب فى النبات والانسان غيب فى هذا كله والله تعالى قد اظهره من هذه الغيوب وسيظهره بعد ما كان غيبا فى التراب وفائدة الامر باليمين ان لا يبقى للمعاندين عذر اصلا لما انهم كانوا يعرفون امانته ونزاهته عن وصمة الكذب فضلا عن اليمين الفاجرة وانما لم يصدقوه مكابرة وهذا الكفر والتكذيب طبيعة النفوس الكاذبة المكذبة فمن وكله الله بالخذلان الى طبيعة نفسه لا يصدر منه الا الانكار ومن نظره الله الى قلبه بنظر العناية فلا يظهر منه عند سماع قوله { قل بلى وربى لتأتينكم عالم الغيب } الا الاقرار والنطق بالحق { لا يعزب عنه } [العزوب: درشدن] والعازب المتباعد فى طلب الكلأ وعن اهله اى لا يبعد عن علمه ولا يغيب { مثقال ذرة } المثقال ما يوزن به وهو من الثقل وذلك اسم لكل سنج كما فى المفردات. والذرة النملة الصغيرة الحميراء وما يرى فى شعاع الشمس من ذرات الهواء اى وزن اصغر نملة او مقدار الهباء { فى السموات ولا فى الارض } اى كائنة فيهما.
وفيه اشارة الى علمه بالارواح والاجسام { ولا اصغر من ذلك } المثقال { ولا اكبر } منه ورفعهما على الابتداء فلا وقف عند اكبر والخبر قوله تعالى { الا } مسطور ومثبت { فى كتاب مبين } هو اللوح المحفوظ المظهر لكل شئ وانما كتب جريا على عادة المخاطبين لا مخافة نسيان وليعلم انه لم يقع خلل وان اتى عليه الدهر والجملة مؤكدة لنفى العزوب