التفاسير

< >
عرض

وَمَآ آتَيْنَاهُمْ مِّنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَآ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِّن نَّذِيرٍ
٤٤
-سبأ

روح البيان في تفسير القرآن

{ وما آتيناهم } اى مشركى مكة { من كتب } اى كتبا فان من الاستغراقية داخلة على المفعول لتأكيد النفى { يدرسونها } يقرأونها فيها دليل على صحة الاشراك كما فى قوله تعالى { { ام انزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون } وقوله { { ام آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون } وفى ايراد كتب بصيغة الجمع تنبيه على انه لا بد لمثل تلك الشبهة من نظائر الادلة والدرس قراءة الكتاب بامعان النظر فيه طلبا لدرك معناه والتدريس تكرير الدرس.
قال الراغب فى المفردات درس الشئ معناه بقى اثره وبقاء الاثر يقتضى انمحاءه فى نفسه ولذلك فسر الدروس بالانمحاء وكذا درس الكتاب ودرست العلم تناولت اثره بالحفظ ولما كان تناول ذلك بمداومة القراءة عبر عن ادمة القراءة بالدرس { وما ارسلنا اليهم قبلك من نذير } يدعوهم الى الشرك وينذرهم بالعقاب على تركه وقد بان من قبل ان لا وجه له بوجه من الوجوه فمن اين ذهبوا هذا المذهب الزائغ وهو تجهيل لهم وتسفيه لآرائهم ثم هددهم بقوله