التفاسير

< >
عرض

إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَآءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُواْ مَا ٱسْتَجَابُواْ لَكُمْ وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِـكُمْ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ
١٤
-فاطر

روح البيان في تفسير القرآن

{ ان تدعوهم } اى الاصنام للاصنام للاعانة وكشف الضر { لا يسمعوا دعاءكم } لانهم جماد والجماد ليس من شأنه السماع { ولو سمعوا } على الفرض والتمثيل { ما استجابوا لكم } فانهم لالسان لهم او ما اجابوكم لملتبسكم لعجزهم عن النفع بالكلية فان من لا يملك نفع نفسه كيف يملك نفع غيره.
قال الكاشفى يعنى [قادر نيستند برايصال منافع ودفع مكاره] { ويوم القيمة يكفرون بشرككم } اى يجحدون باشراككم لهم وبعبادتكم اياهم بقولهم ما كنتم ايانا تعبدون وانما جيئ بضمير العقلاء لان عبدتهم كانوا يصفونهم بالتمييز جهلا وغباوة ولانه اسند اليهم ما يسند الى اولى العلم من الاستجابة والسمع ويجوز ان يريد كل معبود من دون الله من الجن والانس والاصنام فغلب غير الاصنام عليها كما فى بحر العلوم { ولا ينبئك مثل خبير } اى لا يخبرك يا محمد بالامر مخبر مثل خبير اخبرك به وهو الحق سبحانه فانه الخبير بكنه الامور دون سائر المخبرين والمراد تحقيق ما اخبر به من حال آلهتهم ونفى ما يدعون لهم من الالهية [صاحب لباب آورده كه اضافت مثل بخداى جائز نيست بس اين مثليست در كلام عرب شايع كشته واستعمال كنند در اخبار مخبرى كه سخن او فى نفس الامر معتمد عليه باشد].
قال الزروقى الخبير هو العليم بدقائق الامور التى لا يتوصل اليها غيره الا بالاختيار والاحتيال.
وقال الغزالى هو الذى لا يعزب عنه الاخبار الباطنة ولا يجرى فى الملك والملكوت شئ ولا تتحرك ذرة ولا تسكن ولا تضطرب نفس ولا تطمئن الا ويكون عنده خبرها

نر احوال نا بوده علمش بصير بر اسرار ناكفته لطفش خبير

وحظ العبد من ذلك ان يكون خبيرا بما يجرى فى بدنه وقلبه من الغش والخيانة والتطوف حول العاجلة واضمار الشر واظهار الخير والتحمل باظهار الاخلاص والافلاس عنه ولا يكون خبيرا بمثل هذه الخفايا الا باظهار التوحيد واخفائه وتحقيقه والوصول الى الله بالاعراض عن الشرك وما يكون متعلق العلاقة والميل

غلام همت آنم كه زير جرخ كبود زهرجه رنك تعلق بذيرد آزادست

وذلك ان التعلق بما سوى الله تعالى لا يفيد شيئا من الجلب والسلب فانه كله مخلوق والمخلوق عاجز وليست القدرة الكاملة الا لله تعالى فوجب توحيده والعبادة له والتعلق به.
وخاصية الاسم الخبير حصول الاخبار بكل شئ فمن ذكره سبعة ايام اتته الروحانية بكل خبر يريده من اخبار السنة واخبار الملوك واخبار القلوب وغير ذلك كذا فى شمس المعارف ومن كان فى يد شخص يؤذيه فليكثر ذكره يصلح حاله كذا فى شرح الاسماء الحسنى للشيخ الزروقى