التفاسير

< >
عرض

وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِيۤ أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ
٣٤
-فاطر

روح البيان في تفسير القرآن

{ وقالوا } اى ويقولون عند دخول الجنة حمدا لربهم على ما صنع بهم وصيغة الماضى للدلالة على التحقق: وبالفارسية [وكويند اين جمع جون از حفره دوزخ برهند وبروضه بهشت برسند] { الحمد لله } اى الاحاطة باوصاف الكمال لمن له تمام القدرة { الذى اذهب } ازال { عنا } بدخولنا الجنة { الحزن } الحزن بفتحتين والحزن بالضم والسكون واحد وهو خشونة الارض وخشونة فى النفس لما يحصل فيه من الغم ويضاده الفرح.
وفى التأويلات النجمية سمى الحزن حزنا لحزونة الوقت على صاحبه وليس فى الجنة وهى جوار الحضرة حزونة وانما هى رضى واستبشار انتهى.
والمراد جنس الحزن سواء كان حزن الدنيا او حزن الآخرة من هم المعاش وحزن زوال النعم والجوع والعطش وقوت من الحلال وخوف السلطان ودغدغة التحاسد والتباغض وحزن الاعراض والآفات ووسوسة ابليس والسيآت ورد الطاعات وسوء العاقبة والموت واهوال يوم القيامة والنار والمرور على الصراط وخوف الفراق وتدبير الاحوال وغير ذلك وفى الحديث
"ليس على اهل لا اله الا الله وحشة فى قبورهم ولا فى محشرهم ولا فى منشرهم وكأنى باهل لا اله الا الله يخرجون من قبورهم ينفضون التراب عن وجوههم ويقولون الحمد لله الذى اذهب عنا الحزن"
قال ابو سعيد الخراز قدس سره اهل المعرفة فى الدنيا كأهل الجنة فى الآخرة فتركوا الدنيا فى الدنيا فتنعموا وعاشوا عيش الجنانيين بالحمد والشكر بلا خوف ولا حزن

جنت نقدست اينجا ذوق ارباب حضور دردل ايشان نباشد حزن وغم تانفخ صور

{ ان ربنا } المحسن الينا مع اساءتنا { لغفور } للمذنبين فيبالغ فى ستر ذنوبهم الفائتة للحصر { شكور } للمطيعين فيبالغ فى اثابتهم فان الشكر من الله الاثابة والجزاء الوفاق.
وفى التأويلات غفور للظالم لنفسه شكور للمقتصد والسابق وانما قدم ما للظالم رفقا بهم لضعف احوالهم انتهى.
ثم وصفوا الله بوصف آخر هو شكر له فقالوا