التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ مَآ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَآ أَنَزلَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ
١٥
-يس

روح البيان في تفسير القرآن

{ قالوا } اى اهل انطاكية الذين لم يؤمنوا مخاطبين للثلاثة { ما انتم الا بشر } آدمى { مثلنا } هو من قبيل قصر القلب فالمخاطبون وهم الرسل لم يكونوا جاهلين بكونهم بشرا ولا منكرين لذلك لكنهم نزلوا منزلة المنكرين لاعتقاد الكفار ان الرسول لا يكون بشرا فنزلوهم منزلة المنكرين للبشرية لما اعتقدوا التنافى بين الرسالة والبشرية فقلبوا هذا الحكم وعكسوه وقالوا ما انتم الا بشر مثلنا اى انتم مقصورون على البشرية ليس لكم وصف الرسالة التى تدعونها فلا فضل لكم علينا يقتضى اختصاصكم بالرسالة دوننا ولو ارسل الرحمن الى البشر رسلا لجعلهم من جنس افضل منهم وهم الملائكة على زعمهم { وما انزل الرحمن من شئ } من وحى سماوى ومن رسول يبلغه فكيف صرتم رسلا وكيف يجب علينا طاعتكم وهو تتمة الكلام المذكور لانه يستلزم الانكار ايضا { ان انتم } اى ما انتم { الا تكذبون } فى دعوى رسالته