التفاسير

< >
عرض

سُبْحَانَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ
٣٦
-يس

روح البيان في تفسير القرآن

{ سبحان الذى خلق الازواج كلها } سبحان علم للتسبيح الذى هو التبعيد عن السوء اعتقادا وقولا اى اعتقاد البعد عنه والحكم به فان العلم كما يكون علما للاشخاص كزيد وعمرو وللاجناس كاسامة يكون للمعانى ايضا لكن علم الاعيان لا يضاف وهذا لا يجوز بغير اضافة كما فى الآية اقيم مقام المصدر وبين مفعوله باضافته اليه والمراد بالازواج الاصناف والانواع جمع زوج بالفارسية [جفت] خلاف الفرد ويقال للانواع ازواج لان كل نوع زوج بقسميه. وفى سبحان استعظام ماذكر فى حيز الصلة من بدائع آثار قدرته وروائع نعمائه الموجبة للشكر وتخصيص العبادة به والتعجب من اخلال الكفرة بذلك والحالة هذه فان التنزيه لا ينافى التعجب. والمعنى اسبح الذى اوجد الاصناف والانواع سبحانه اى انزهه عما لا يليق به كما فعله الكفار من الشرك وما تركوه من الشكر وتلقين للمؤمنين ان يقولوه ويعتقدوا مضمونه ولا يخلوا به لوا يغفلوا عنه.
وقال بعضهم سبحان مصدر كغفران اريد به التنزه التام والتباعد الكلى عن السوء على ان تكون الجملة اخبار من الله بالتنزه والمعنى تنزه تعالى بذاته عن كل لا ما يليق به تنزها خاصا ومن هو خالق الاصناف والانواع كيف يجوز ان يشرك به ما لا يخلق شيئا بل هو مخلوق عاجز.
قال ابن الشيخ والتنزيه يتناول التنزيه بالقلب وهو الاعتقاد الجازم وباللسان مع ذلك الاعتقاد وهو الذكر الحسن وبالاركان معهما جميعا وهو العمل الصالح والاول هو الاصل والثانى ثمرة الاول والثالث ثمرة الثانى والذى لان الانسان اذا اعتقد شيئا ظهر من قلبه على لسانه واذا قال ظهر صدقه فى مقاله من افعال جوارحه فاللسان ترجمان الجنان والاركان ترجمان اللسان { مما تنبت الارض } بيان للازواج والمراد كل ما ينبت فيها من الأشياء المذكورة وغيرها { ومن انفسهم } اى خلق الازواج من انفسهم اى الذكر والانثى { ومما لا يعلمون } اى والازواج مما لا يطلعهم على خصوصياته لعدم قدرتهم على الاحاطة بها ولما انه لم يتعلق بها شئ من مصالحهم الدينية والدنيوية.
قال القرطبى اى من اصناف خلقه فى البر والبحر والسماء والارض ثم يجوز ان يكون ما يخلقه لا يعلمه البشر ويعلمه الملائكة ويجوز ان لا يعلمه مخلوق.
يقال دواب البحر والبر الف صنف لا يعلم الناس اكثرها.
قال فى بحر العلوم ويجوز ان يكون المعنى مما لا يدركون كنهه مما خلق من الاشياء من الثواب والعقاب كما قال عليه السلام
"اربع لا تدرك غايتها شرور النفس وخداع ابليس وثواب اهل الجنة وعقاب اهل النار" ومنه الروح فانه ما بلغنا ان الله تعالى اطلع احدا على حقيقة الروح.
وفى الاية اشارة الى انه ما من مخلوق الا وقد خلق شفعا اذ الفردية من اخص اوصاف الربوبية كما قال عبد العزيز المكىرحمه الله خلق الازواج كلها ثم قال
{ { ليس كمثله شئ } ليستدل بذلك ان خالق الاشياء منزه عن الزوج والى ان فى كل شئ دليلا على وجوده تعالى ووحدته وكمال قدرته.
قال فى كشف الاسرار [هريكى برهستى الله كواه وبريكانكئ وى نشان نه كواهى دهنده را خرد نه نشان دهنده را زبان]

وفى كل شئ له آية تدل على انه واحد

قال فى انيس الوحدة وجليس الخلوة [وقتى بادشاهى بوداورا بكفر وزندقه ميلى بود وزيرى داشت عاقل ومسلمان خواست كه باد شارها ازان باز آورد وعادت وزير آنجنان بودكه هرسال بادشاهرا يكبار ضيافت كردى جون وقت ضيافت در رسيد بادشاهرا دعوت كرد بزمين شورستان كفت آنجاى جه جاى ميزبانيست وزير كفت آنجا بوستانهاى خوش وانهار دلكش روان وعمارتهاى كران ظاهر شده است بى آنكه كسى مباشرت واقدام نموده بادشاه جون اين سخن دور از عقل شنيد بحنديد وكفت در عقل جه كونه كنجد كه بنابى بنا كننده ظاهر شود وزير كفت ظاهر شدن عالم علوى وسفليست باجندين عجائب وغرائب بى آفريد كارى جه كونه معقول بود باد شاهرا اين سخن عظيم خوش آمد واورا سعادت وهدايت روى نمود]

جشمها وكوشهارا بسته اند جزمرا آنهاكه از خود رسته اند
جزعنايت كى كشايد جشم را جز محبت كى نشاند خشم را
جون كريزم زانكه بى توزنده نيست بى خداونديت بود بنده نيست
توبه بى توفيقت اى نور بلند جيست جز بدريش توبه ريش خند

نسأل الله الوقوف على اسراره والاستنارة بانوار آثاره انه الظاهر فى المجالى بحسن اسمائه وصفاته والباطن بحقائق كمالاته فى غيب ذاته