التفاسير

< >
عرض

لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ
٦
-يس

روح البيان في تفسير القرآن

{ لتنذر } متعلق بتنزيل اى لتخوف بالقرآن { قوما ما انذر آباؤهم } ما نافية والجملة صفة مبينة لغاية احتياجهم الى الانذار. والمعنى لتنذر قوما لم ينذر آباؤهم الاقربون لتطاول مدة الفترة ولم يكونوا من اهل الكتاب ويؤيده قوله تعالى { { وما ارسلنا اليهم قبلك من نذير } يعنى العرب وقوله { { هو الذى بعث فى الاميين } الى قوله { { وان كانوا من قبل لفى ضلال مبين } ويجوز ان تكون ما موصوله او موصوفة على ان تكون الجملة مفعولا ثانيا لتنذر بحذف العائد. والمعنى لتنذر قوما العذاب الذى انذره او عذابا انذره آباؤهم الابعدون فى زمن اسماعيل عليه السلام وانما وصف الآباء فى التفسير الاول بالاقربين وفى الثانى بالابعدين لئلا يلزم ان يكونوا منذرين وغير منذرين فآباؤهم الاقدمون اتاهم النذير لا محالة بخلاف آبائهم الادنين وهم قريش فيكون ذلك بمعنى قوله { { أفلم يدبروا القول ام جاءهم ما لم يأت آباءهم الاولين
} فان قلت كيف هذا وقد وقعت الفترات فى الازمنة بين نبى ونبى حسبما يحكى فى التواريخ واما الحديث فقيل كان خالد مبعوثا الى بنى عبس خاصة دون غيرهم من العرب وكان بين عهد عيسى وعهد نبينا عليه السلام. ويقال ان قبره بناحية جرجان على قلة جبل يقال له خدا وقد قال فيه الرسول عليه السلام لبعض من بناته جاءته "يا بنت نبى ضيعه قومه" كذا فى الاسئلة المقحمة.
ويحتمل التوفيق بوجه آخر وهو ان المراد بالامة التى خلافيها نذير هى الامة المستأصلة فانه لم يستأصل قوم الا بعد النذير والاصرار على تكذيبه وايضا ان خلو النذير فى كل عصر يستلزم وجوده فى كل ناحية والله اعلم { فهم غافلون } متعلق بنفى الانذار مترتب عليه. والضمير للفريقين اى لم ينذر آباؤهم فهم جميعا لاجله غافلون عن الايمان والرشد وحجج التوحيد وادلة البعث والفاء ادخله على الحكم المسبب عما قبله فالنفى المتقدم سبب له يعنى ان عدم انذارهم هو سبب غفلتهم ويجوز ان يكون متعلقا بقوله لتنذر رد التعليل انذاره فالضمير للقوم خاصته اى فهم غالفون بما انذر آباؤهم الاقدمون لامتداد المدة فالفاء داخلة على سبب الحكم المتقدم. والغفلة ذهاب المعنى عن النفس والنسيان ذهابه عنها بعد حضوره.
قال بعضهم الغفلة نوم القلب فلا تعتبر حركة اللسان اذا كان القلب نائما ولا يضر سكونه اذا كان متيقظا ومعنى التيقظ ان يشهده تعالى حافظا له رقيبا عليه قائما بمصالحه. قال المولى الجامى قدس سره

رب تال يفوه بالقرآن وهويفضى به الى الخذلان
لعنتست اين كه بهر لهجه وصوت شود ازتو حضور خاطر فوت
فكر حسن غنا برد هوشت متكلم شود فرا موشت
نشود بر دل توتابنده كين كلام خداست يابنده
حكم لعنت ز قفل بى اخلاص نيست باقارئان قرآن خاص
بس مصلى كه درميان نماز ميكند برخداى عرض نياز
جون در صدق نيست باز برو ميكند لعنت آن نماز برو

وفى الحديث "الغفلة فى ثلاث الغفلة عن ذكر الله والغفلة فيما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس وغفلة الرجل عن نفسه فى الدين"
وفى كشف الاسرار [غافلان دواند يكى ازكار دين غافل واز طلب اصلاح خود بى خبر سربدنيا درنهاده ومست شهوت كشته وديدة فكرت وعبرت برهم نهاده حاصل وى آنست كه رب العزة كفت { والذين هم عن آياتنا غافلون اولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون } وفى الخبر "عجبت لغافل وليس بمغفول عنه" [ديكر غافلى است بسنديده ازكار دنيا وترتيب معاش غافل سلطان حقيقت بر باطن وى استيلا نموده در مكائفه جلال احديث جنان مستهلك شده كه ازخود غائب كشته نه ازدنيا خبر دارد نه از عقبا بزبان حال ميكويد]

اين جهان دردست عقلست آن جهان دردست روح باى همت برقفاى هر دوده سالار زن

قالوا الصوفى كائن بائن

هركه حق داد نور معرفتش كائن بائن بود صفتش
جان بحق تن بغير حق كائن تن زحق جان زغير حق بائن
ظاهر او بخلق بيوسته باطن او زخلق بكسسته
از درون آشنا وهمخانه وزبرون در لبان بيكانه

فاهل هذه الصفة هم المتيقظون حقيقة وان ناموا لانه لا تنام عين العارفين وما سواهم هم النائمون حقيقة وان سهروا لانه لم تنفتح ابصار قلوبهم [ودر وصايا واردست كه يا على بامردكان منشين على رضى الله عنه كفت يا رسول الله مردكان كيانند كفت اهل جهلت وغفلت] اللهم اجعلنا من اهل العلم والعرفان والايقان والشهود والعيان وشرفنا بلقائك فى الدارين واصرفنا عن ملاحظة الكونين آمين