التفاسير

< >
عرض

وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ
٧٢
-يس

روح البيان في تفسير القرآن

{ وذللناها لهم } [التذليل: خوار وذليل ومنقاد كردن] والذل بالضم ويكسر ضد الصعوبة.
وفى المفردات الذل ما كان عن قهر والذل ما كان بعد تصعب وشماس من غير قهر وذلت الدابة بعد شماس ذلا وهى ذلول ليست بصعبة. والمعنى وصيرنا تلك الانعام منقادة لهم: وبالفارسية [رام كرديم انعام را براى ايشان] بحيث لا تستعصى عليهم فى شئ مما يريدون بها من الركوب والحمل والسوق الى ما شاؤا والذبح مع كمال قوتها وقدرتها فهو نعمة من النعم الظاهرة ولهذا الزم الله الراكب ان يشكر هذه النعمة ويسبح بقوله
{ { سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين } { فمنها ركوبهم } بفتح الراء بمعنى المركوب كالحلوب بمعنى المحلوب اى فبعض منها مركوبهم اى معظم منافعها الركوب وقطع المسافات وعدم التعرض للحمل لكونه من تتمات الركوب.
قال الكاشفى [بس بعضى ازان مركوب ايشانست كه بران سوارى كنند جون شتر] والركوب فى الاصل كون الانسان على ظهر حيوان وقد يستعمل فى السفينة والراكب اختص فى التعارف بممتطى البعير [والامتطاء: مركب ومطيه كرفتن] { ومنها يأكلون } اى وبعض منها يأكلون لحمه وشحمه