التفاسير

< >
عرض

فَسُبْحَانَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٨٣
-يس

روح البيان في تفسير القرآن

{ فسبحان الذى بيده ملكوت كل شئ } الملكوت والرحموت والرهبوت والجبروت مصادر زيدت الواو والتاء فيها للمبالغة فى الملك والرحمة والرهبة والجبر.
قال فى المفردات الملكوت مختص بملك الله تعالى والملك ضبط الشئ والتصرف فيه بالامر والنهى اى فاذا تقرر ما يوجب تنزهه تعالى وتنزيهه اكمل ايجاب من الشئون المذكورة كالانشاء والاحياء وان ارادته لا تتخلف عن مراده ونحو ذلك فنزهوا الله الذى بيده اى تحت قدرته وفى تصرف قبضته ملك كل شئ وضبطه وتصرفه عما وصفوه تعالى به من العجز وتعجبوا مما قالوه فى شأنه تعالى من النقصان: وبالفارسية [بس وصف كنيد به باكى وبى عيبى آنكسى راكه بدست اقتدار اوست بادشاهى همه جيز] { واليه } لا الى غيره اذ لا مالك سواه على الاطلاق { ترجعون } تردون بعد الموت فيجازيكم باعمالكم وهو وعد للمقرين ووعيد للمنكرين: يعنى [وعده دوستانست ووعيد دشمنان اينانرا شديد العقابست وآنانرا] طوبى لم وحسن مآب فالخطاب للمؤمنين والكافرين.
وفى التأويلات النجمية اثبت لكل شئ ملكوتا وملكوت الشئ ما هو الشئ به قائم ولو لم يكن للشئ ملكوت يقوم به لما كان شئ والملكوتات قائمة بيد قدرته { واليه ترجعون } بالاختيار اهل القبول وبالاضطرار اهل الرد عصمنا الله من الرد بفضله وسعة كرمه اهـ.
وعن ابن عباس رضى الله عنهما كنت لا اعلم ما روى فى فضل يس وقراءتها كيف خصت به فاذا انه لهذه الآية وفى الحديث
"اقرأوا سورة يس على موتاكم" قال الامام وذلك لان الانسان حينئذ ضعيف القوة وكذا الاعضاء لكن القلب يكون مقبلا على الله تعالى بكليته قاذا قرئ عليه هذه السورة الكريمة تزداد قوة قلبه ويشتد تصديقه بالاصول فيزداد اشراق قلبه بنور الايمان وتتقوى بصيرته بلوامع العرفان انتهى.
يقول الفقير اغناه الله القدير وايضا ان المشرف على النزع يناسبه خاتمة السورة اذ الملكوت الذى هو الروح القائم هو به وسر الفائض عليه من ربه يرجع الى اصله حينئذ وينسلخ عن عالم الملك وقتئذ واليه الاشارة بالقول المذكور لابن عباس رضى الله عنهما وفى الحديث
"ان لكل شئ قلبا وقلب القرآن يس"

خدايت لشكرى داده زقرآن بس آنكه قلب آن لشكر زيس

قيل انما جعل يس قلب القرآن اى اصله ولبه لان المقصود الا هم من انزال الكتب بيان انهم يحشرون وانهم جميعا لديه محضرون وان المطيعين يجازون باحسن ما كانوا يعملون ويمتاز عنهم المجرمون وهذا كله مقرر فى هذه السورة بابلغ وجه واتمه.
ونقل عن الغزالى انه انما كانت قلب القرآن لان الايمان صحته بالاعتراف بالحشر والنشر وهذا المعنى مقرر فيها بابلغ وجه فشابهت القلب الذى يصح به البدن.
وقال ابو عبد الله القلب امير على الجسد وكذلك يس امير على سائر السور موجود فيه كل شئ. ويجوز ان يقال فى وجه شبهه بالقلب انه لما كان القلب غائبا عن الاحساس وكان محلا للمعانى الجليلة وموطنا للادراكات الخفية والجلية وسببا لصلاح البدن وفساده شبه الحشر به فانه من عالم الغيب وفيه يكون انكشاف الامور والوقوف على حقائق المقدور وبملاحظته واصلاح اسبابه تكون السعادة الابدية وبالاعراض عنه وافساد اسبابه يبتلى بالشقاوة السرمدية.
وقال النسفى يمكن ان يقال فى كونه قلب القرآن ان هذه السورة ليس فيها الا تقرير الاصول الثلاثة الوحدانية والرسالة والحشر وهو الذى يتعلق بالقلب والجنان واما الذى باللسان والاركان ففى غير هذه السورة فلما كان فيها اعمال القلب لا غير سماها قلبا. وآخر الحديث المذكور
"من قرأها يريد بها وجه الله غفر الله له واعطى من الاجر كأنما قرأ القرآن ثنتين وعشرين مرة وايما مسلم قرئ عنده اذا نزل به ملك الموت يس نزل بكل حرف منها عشرة املاك يقومون بين يديه صفوفا يصلون عليه ويستغفرون له ويشهدون غسله ويتبعون جنازته ويصلون عليه ويشهدون دفنه وايما مسلم قرأ يس وهو فى سكراته لم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيئه رضوان بشربة من الجنة يشربها وهو على فراشه ويقبض روحه وهو ريان ويمكث فى قبره وهو ريان ولا يحتاج الى حوض من حياض الانبياء حتى يدخل الجنة وهوريان" وفى الحديث "ان فى القرآن لسورة تشفع لقارئها ويغفر لسامعها تدعى فى التوراة المعمة قيل يا رسول الله وما المعمة قال تعم صاحبها بخير الدارين وتدفع عنه اهاويل الآخرة وتدعى الدافعة والقاضية قيل يا رسول الله وكيف ذلك قال تدفع عن صاحبها كل سوء وتقضى له كل حاجة" وفى الحديث "من قرأها عدلت له عشرين حجة ومن سمعها كان له ثواب صدقة الف دينار فى سبيل الله ومن كتبها ثم شربها ادخلت جوفه الف دواء والف نور والف بركة والف رحمة ونزع منه كل داء وغل" وفى الحديث "من قرأ سورة يس فى ليلة اصبح مغفورا له"
وعن يحيى بن كثير قال بلغنا انه من قرأ يس حين يصبح لم يزل فى فرح حتى يمسى ومن قرأها حين يمسى لم يزل فى فرح حتى يصبح وفى الحديث "اقرأوا يس فان فيها عشر بركات ما قرأها جائع الا شبع وما قرأها عار الا اكتسى وما قرأها اعزب الا تزوج وما قرأها خائف الا أمن وما قرأها مسجون الا فرج وما قرأها مسافر الا اعين على سفره وما قرأها رجل ضلت له ضالة الا وجدها وما قرئت عند ميت الا خفف عنه وما قرأها عطشان الا روى وما قرأها مريض الا برئ وفى الحديث يس لما قرئت له" وفى الحديث "من دخل المقابر وقرأ سورة يس خفف عنهم يؤمئذ وكان له بعدد من فيها حسنات"
وفى ترجمة الفتوحات [وجون ببالين محتضر حاضر شوى سوره يس بخوان شيخ اكبر قدس سره ميفرما يدكه وقتى بيمار بودم ودرين مرض مراغشيانى شد بحدى كه مرا از جمله مردكان شمردند دران حالت قومى ديدم منظر هاى كريه وصورتهاى قبيح ميخواستند كه بمن اذيتى رسانند وشخصى ديدم بغايت خوب روى باقوت تمام وازوى بوى خوش مى آمد آن طائفه را ازمن دفع كرد وتابدان حدكه ايشانرا مقهور كردانيد واورا برسيدم توكيستى كفت من سوره يس ام ازتو دفع ميكنم جون ازان حالت بهوش آمدم بدر خودرا ديدم كه ميكريست وسوره يس ميخواند دران لحظه ختم كرد اورا از آنجه مشاهده كرده بودم خبر دادم وبعد ازان بمدتى از رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بمن رسيدكه (اقرأوا على موتاكم يس).
قال الامام اليافعى قد جاء فى الحديث
"ان عمل الانسان يدفن معه فى قبره فان كان العمل كريما اكرم صاحبه وان كان لئيما آلمه" اى ان كان عملا صالحا آنس صاحبه وبشره ووسع عليه قبره ونورّه وحماه من الشدائد والاهوال وان كان عملا سيئا فزع صاحبه وروّعه واظلم عليه قبره وضيقه وعذبه وخلى بينه وبين الشدائد والاهوال والعذاب والوبال كما جاء فى المثنوى

در زمانه مرترا سه همره اند آن يكى وافى واين يك غد رمند
آن يكى ياران وديكر رخت ومال وآن سوم وافيست وان حسن الفعال
مال نايد باتو بيرون از قصور يار آيد ليك آيد تابكور
جون ترا روز اجل آيد به بيش يار كويد از زبان حال خويش
تابد نيجا بيش همره نيستم بر سر كورت زمانى بيستم
فعل تو وافيست زوكن ملتحد كه در آيد باتو در قعر لحد
بس بيمير كفت بهر اين طريق باو فاتر از عمل نبود وفيق
كربود نيكوابد يارت شود وربود بد در لحد مارت شود

وعن بعض الصالحين فى بعض بلاد اليمن انه لما دفن بعض الموتى وانصرف الناس سمع فى القبر صوتا ودقا عنيفا ثم خرج من القبر كلب اسود فقال له الشيخ الصالح ويحك أى شئ انت فقال انا عمل الميت قال فهذا الضرب فيك ام فيه قال فى وجدت عنده سورة يس واخواتها فحالت بينه وبينى وضربت وطردت.
قال اليافعى قلت لما قوى عمله الصالح غلب عمله الصالح وطرد عنه بكرم الله ورحمته ولو كان عمله القبيح اقوى لغلبه وافزعه وعذبه نسأل الله الكريم الرحيم لطفه ورحمته وعفوه وعافتيه لنا ولا حبابنا ولا خواننا المسلمين اللهم اجب دعانا بحرمة سورة يس