التفاسير

< >
عرض

وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ
١١٣
-الصافات

روح البيان في تفسير القرآن

{ وباركنا عليه } على ابراهيم فى اولاده: وبالفارسية [وبركت داديم بر ابراهيم] { وعلى اسحق } بان اخرجنا من صلبه انبياء من بنى اسرائيل وغيرهم كايوب وشعيب او افضنا عليهما بركات الدين والدنيا { ومن ذريتهما محسن } فى عمله او لنفسه بالايمان والطاعة { وظالم لنفسه } بالكفر والمعاصى { مبين } ظاهر ظلمه.
وفيه تنبيه على ان الظلم فى اولادهما وذريتهما لا يعود عليهما بعيب ولا نقيصة وان المرء يجازى بما صدر من نفسه طاعة او معصية لا بما صدر من اصله وفرعه كما قال
{ { ولا تزر وازرة وزر اخرى } وان النسب لا تأثير له فى الصلاح والفساد والطاعة والعصيان فقد يلد الصالح العاصى والمؤمن الكافر وبالعكس ولو كان ذلك بحسب الطبيعة لم يتغير ولم يتخلف.
وفيه قطع لاطماع اليهود المفاخرين بكونهم اولاد الانبياء وفى الحديث
"يا بنى هاشم لا يأتينى الناس باعمالهم وتأتونى بانسابكم" الواو فى وتأتونى واو الصرف ولهذا نصب وتأتونى حذف نون تأتون علامة للنصب وهذه النون نون الوقاية اى لا يكون اعمال الناس وانسابكم مجتمعين فائتونى بالاعمال والغرض تقبيح افتخارهم لديه عليه السلام بالانساب حين يأتى الناس بالاعمال

أتفخر باتصالك من علىّ واصل البولة الماء القراح
وليس بنافع نسب زكى تدنسه صنائعك القباح

وقال بعضهم

وما ينفع الاصل من هاشم اذا كانت النفس من باهله

وقبيلة باهلة عرفوا بالدناءة لانهم كانوا يأكلون بقية الطعام مرة ثانية ويأكلون نقى عظام الميتة

كر بنكرى باصل همه بنى آدمند زان اعتبار جمله عزيز ومكرمند
بيش اند ناس صورة نسناس سيرتان خلقى كه آدمند بخلق وكرم كمند

وفى المثل "ذهب الناس وما بقى الا النسناس" وهم الذين يتشبهون بالناس وليسوا بالناس او هم خلق فى صورة الناس وقال بعضهم

اصل را اعتبار جندان نيست روى همجوورد خندان نيست
مى زغوره شود شكر ازنى عسل از نحل حاصلست بقى

فعلى العاقل ترك الاغترار بالانساب والاحساب والاجتهاد فيما ينفعه يوم الحساب.
وكان زين العابدين رضى الله عنه يقول اللهم انى اعوذ بك ان تحسن فى لوامع العيون علانيتى وتقبح سريرتى ومن الله التوفيق