التفاسير

< >
عرض

هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ
٢١
ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ
٢٢
مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ
٢٣
-الصافات

روح البيان في تفسير القرآن

{ هذا يوم الفصل } اى القضاء او الفرق بين فريقى الهدى والضلال { الذى كنتم به تكذبون } اى كنتم على الاستمرار تكذبون به وتقولون انه كذب ليس له اصل ابدا فيقول الله تعالى للملائكة { احشروا الذين ظلموا } الحشر يجيئ بمعنى البعث وبمعنى الجمع والسوق وهو المراد ههنا دون الاول كما لا يخفى والمراد بالظالمين المشركون من بنى ادم [جمع كنيدوبهم آريد آنانرا كه ستم كردند برخود بشرك] { وازواجهم } اى اشباههم من اهل الشرك والكفر والنفاق والعصيان عابد الصنم مع عبدته وعابد الكواكب مع عبدتها واليهود مع اليهود والنصارى مع النصارى والمجوس مع المجوس وغيرهم من الملل المختلفة ويجوز ان يكون المراد بالازواج نساءهم اللاتى على دينهم او قرناءهم من الشياطين كل كافر مع شيطانه فى سلسلة { وما كانوا يعبدون من دون الله } من الاصنام ونحوها زيادة فى تحسيرهم وتخجيلهم { فاهدوهم الى صراط الجحيم } الضمير للظالمين وازواجهم ومعبوديهم اى فعرّفوهم طريق جهنم ووجهوهم اليها وفيه تهكم بهم ويقال الظالم فى الآية عام على من ظلم نفسه وغيره فيحشر كل ظالم مع من كان معينا له اهل الخمر مع اهل الخمر واهل الزنى مع اهل الزنى واهل الربا مع اهل الربا وغيرهم كل مع مصاحبه [درقوت القلوب آورده كه يكى از عبد الله بن مبارك قدس سره برسيدكه من خياطم واحيانا براى ظلمه جامه مى دوزم ناكاه ازعوان ايشان نباشيم ابن مبارك فرمودنى توكه ازاعوان نيستى بلكه از ظالمانى اعوان ظلمه آنهااند كه سوزن ورشته بتو ميفروشند].
وفى الفروع ويكره للخفاف والخياط ان يستأجر على عمل من زى الفساق ويأخذ فى ذلك اجرا كثيرا لانه اعانة على المعصية [نقليست كه يكبار امام اعظم رضى الله عنه را محبوس كردند يكى از ظلمه بيامدكه مراقلمى تراش كن كفت ترسم كه ازان قوم باشم كه حق تعالى ميفرمايد] { احشروا الذين ظلموا وازواجهم } اى اتباعهم واعوانهم واقرانهم المقتدين بهم فى افعالهم وفى الحديث
"امرؤ القيس قائد لواء الشعراء الى النار" كما فى تذكرة القرطبى

يار ظالم مباش تانشوى روز حشر ازشماره ايشان

ـ ويروى ـ ان ابن المبارك رؤى فى المنام فقيل له ما فعل بك ربك فقال عاتبنى واوقفنى ثلاث سنة بسبب انى نظرت باللطف يوما الى مبتدع فقال انك لم تعاد عدوى فكيف حال القاعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين.
وفى الروضة يجيب دعوة الفاسق والورع ان لا يجيب ويكره للرجل المعروف الذى يقتدى به ان يتردد الى رجل من اهل الباطل وان يعظم امره بين الناس فانه يكون مبتدعا ايضا ويكون سببا لترويج امره الباطل واتباع الناس له فى اعتقاده الفاسد وفعله الكاسد. والحاصل ان ارباب النفوس الامارة كانوا يدلون فى الدنيا على صراط الجحيم من حيث الاسباب من الاقوال والافعال والاخلاق فلذا يحشرون على ما ماتوا وكذلك من اعان صاحب فترة فى فترته او صاحب زلة فى زلته كان مشاركا له فى عقوبته واستحقاق طرده واهانته كما اشتركت النفوس والاجساد فى الثواب والعقاب نسأل الله العمل بخطابه والتوجه الى جنابه والسلوك بتوفيقه والاهتداء الى طريقه انه المعين