التفاسير

< >
عرض

قَالُوۤاْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ ٱلْيَمِينِ
٢٨
-الصافات

روح البيان في تفسير القرآن

{ قالوا } اى الاتباع للرؤساء او الكفرة للقرناء { انكم كنتم تأتوننا } فى الدنيا { عن اليمين } عن القوة والاجبار فتجبروننا على الغى والضلال فاتبعناكم خوفا منكم بسبب القهر والقوة وبها يقع اكثر الاعمال. او عن الناحية التى كان منها الحق فتصرفوننا عنها كما فى المفردات. او عن الجهة التى كنا نأمنكم منها لحلفكم انكم على الحق فصدقناكم فانتم اضللتمونا كما فى فتح الرحمن فاليمين اذا بمعنى الحلف والاول اوفق للجواب الآتى كما فى الارشاد.
ويقال من اتاه الشيطان من جهة اليمين اتاه من قبل الدين لتلبيس الحق عليه. ومن اتاه من جهة الشمال اتاه من قبل الشهوات. ومن اتاه من بين يديه اتاه من قبل تكذيب القيامة. ومن اتاه من خلفه اتاه من قبل تخويفه بالفقر على نفسه وعلى من يخلف بعده فلم يصل رحما ولم يؤد زكاة.
فى الآية اشارتان. الاولى ان دأب اهل الدنيا انهم يلقون ذنب بعضهم على بعض ويدفعون عن انفسهم ويبرئون اعراض الاخوان من تهمة الذنوب ويتهمون انفسهم بها كما كان عيسى عليه السلام اذا رأى قد سرق شيئا يقول له اسرقت فيقول لا والذى لا اله الا هو فيقول عيسى صدقت وكذبت عيناى. والثانية ان من كان مؤمنا حقيقيا لا يقدر احد على اضلاله ومن كان مؤمنا تقليديا يضل باضلال اهل الهوى والبدع ويزول ايمانه بادنى شبهة كما اشار بنفى الايمان فى الجواب الآتى