التفاسير

< >
عرض

فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكْراً
٣
-الصافات

روح البيان في تفسير القرآن

{ فالتاليات ذكرا } مفعول التاليات واما صفا وزجرا فمصدران مؤكدان لما قبلهما بمعنى صفا بديعا وزجرا بليغا اى التاليات ذكرا عظيم الشأن من آيات الله وكتبه المنزلة على الانبياء عليهم السلام وغيرهما من التسبيح والتقديس والتحميد والتمجيد. او المراد بالمذكورات نفوس العلماء العمال الصافات انفسها فى صفوف الجماعات واقدامها فى الصلاة الزاجرات بالمواعظ والنصائح التاليات آيات الله الدارسات شرائعه واحكامه. او طوائف الغزاة الصافات أنفسهم فى مواطن الحرب كأنهم بنيان مرصوص. او طوائف قوادهم الصافات لهم فيها الزاجرات الخيل للجهاد سوقا والعدو فى المعارك طردا التاليات آيات الله وذكره وتسبيحه فى تضاعيف ذلك لايشغلهم عن الذكر مقابلة العدوّ وذلك لكمال شهودهم وحضورهم مع الله وفى الحديث "ثلاثة اصوات يباهى الله بهن الملائكة الاذان والتكبير فى سبيل الله ورفع الصوت بالتلبية" . او نفوس العابدين الصفات عند اداء الصلاة بالجماعة الزاجرات الشياطين بقراءة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم التاليات القرآن بعدها.
ويقال فالتاليات ذكرا اى الصبيان يتلون فى الكتاب فان الله تعالى يحول العذاب عن الخلق ما دامت تصعد هذه الاربعة الى السماء اولها اذان المؤذنين. والثانى تكبير المجاهدين. والثالث تلبية الملبين. والرابع صوت الصبيان فى الكتاب [صاحب تأويلات فرموده كه سوكند ميخورد بنفوس سالكان طريق توحيد كه در مواقف مشاهده صف بركشيده دواعى شيطانى ونوازع شهوات نفسانى را زجرى نمايند وبانواع ذكر لسانى يا قلبى يا سرى يا روحى بحسب احوال خود اشتغال ميفرمايند].
وفى التأويلات النجمية
{ { والصافات صفا } يشير الى صفوف الارواح وجاء انهم لما خلقوا قبل الاجساد كانوا فى اربعة صفوف. كان الصف الاول ارواح الانبياء والمرسلين. وكان الصف الثانى ارواح الاولياء والاصفياء. وكان الصف الثالث ارواح المؤمنين والمسلمين. وكان الصف الرابع ارواح الكفار والمنافقين { { فالزاجرات زجرا } هى الالهامات الربانية الزاجرات للعوام عن المناهى والخواص عن رؤية الطاعات والاخص عن الالتفات الى الكونين { فالتاليات ذكرا } هم الذاكرون الله تعالى كثيرا والذاكرات انتهى.
وهذه الصفات ان اجريت ثم للتلاوة او على العكس على الكل فعطفها بالفاء للدلالة على ترتيبها فى الفضل للصف ثم للزجر وان اجريت كل واحدة منهن على طوائف معينة فهو للدلالة على ترتب الموصوفات فى مراتب الفضل بمعنى ان طوائف الصافات ذوات فضل والزاجرات افضل والتاليات ابهر فضلا او على العكس.
وفى تفسير الشيخ وغيره وجاء بالفاء للدلالة على ان القسم بمجموع المذكورات