التفاسير

< >
عرض

عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ
٤٤
-الصافات

روح البيان في تفسير القرآن

{ على سرر } [برتختهاى آراسته] جمع سرير وهو الذى يجلس عليه من السرور اذ كان كذلك لاولى النعمة وسرير الميت يشبه به فى الصورة وللتفاؤل بالسرور الذى يلحق بالميت برجوعه الى الله وخلاصه من السجن المشار اليه بقوله عليه السلام "الدنيا سجن المؤمن" ويجوز ان يتعلق على سرر بقوله { متقابلين } اى حال كونهم متقابلين على سرر وهو حال من الضمير فى قوله على سرر: والمعنى بالفارسية [روى در روى يكديكر تابديدار هم شاد وخرم باشند] والتقابل وهو ان ينظر بعضهم وجه بعض اتم للسرور والانس.
وقيل لا ينظر بعضهم الى قفا بعض لدوران الاسرة بهم ثم ان استئناس بعضهم برؤية بعض صفة الابرار فان من صفة الاحرار ان لا يستأنسوا الا بمولاهم.
وسئل يحيى بن معاذ رضى الله عنه هل يقبل الحبيب بوجهه على الحبيب فقال وهل يصرف الحبيب وجهه عن الحبيب وذلك لكون احدهما مرآة للآخر فالله تعالى يتجلى للمقربين كل لحظة فيدوم عليهم انسهم الباطن حال كون ظواهرهم مستغرقة فى نعيم الجنان: قال الكمال الخجندى

دولت آن نيست كه يابم دو جهان زير نكين دولت اينست وسعادت كه ترا يافته ام

ولما ذكر مأكل المخلصين ومسكنهم ذكر بعده صفة شربهم فقال