التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ
٧٤
-الصافات

روح البيان في تفسير القرآن

{ الا عباد الله المخلصين } اى الذين اخلصهم الله بتوفيقهم للايمان والعمل بموجب الانذار يعنى انهم نجوا مما اهلك به كفار الامم الماضية.
وفى الآية تسلية لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بيان الله تعالى ارسل قبله رسلا الى الامم الماضية فانذروهم بسوء عاقبة الكفر والضلال فكذبهم قومنهم ولم ينتهوا بالانذار واصروا على الكفر والضلال فصبر الرسل على اذاهم واستمروا على دعوتهم الى الله تعالى فاقتدبهم وما عليك الا البلاغ ثم ان عاقبة الاصرار الهلاك وغاية الصبر النجاة والفوز بالمراد.
فعلى العاقل تصحيح العمل بالاخلاص وتصحيح القلب بالتصفية.
قال الواسطى مدار العبودية على ستة اشياء التعظيم والحياء والخوف والرجاء والمحبة والهيبة. فمن ذكر التعظيم يهيج الاخلاص. ومن ذكر الحياء يكون العبد على خطرات قلبه حافظا. ومن ذكر الخوف يتوب العبد من الذنوب ويأمن من المهالك. ومن ذكر الرجاء يسارع الى الطاعات. ومن ذكر المحبة يصفو له الاعمال. ومن ذكر الهيبة يدع التملك والاختيار ويكون تابعا فى ارادته لارادة الله تعالى ولا يقول الا سمعنا واطعنا.
وقد صح ان ذا القرنين لما دخل الظلمات قال لعسكره ليرفع كل منكم من الاحجار التى تحت اقدام الافراس فانها جواهر فمن رفع بلغ نهاية الغنى ومن خالف وانكر ندم وبقى فى التحسر ابدا

كاشكى بهر امتحان بارى كرد مى نان ذخيره مقدارى
تاكنون نقد وقت من كشتى وقتم اينسان بمقت نكذشتى
كاشكى كزكهر بكردم بار برسكندر نكردمى انكار
تانيفتا دمى ازان تقصير در حجاب وخجالت وتشوير
آين بود حال كافر ومسلم كاو درين تنك موطن ومظلم
جون رسيد ازخدا كتاب ورسول آن برد بيش رفت اين بقبول
نزدند از سر فساد وغلو كافران جز در عناد وعتو
مؤمنان كرده در بيمبر روى هم سمعنا وهم اطعنا كوى
شد بلايا نهايت انكار شد عطايا نهايت اقرار

ومن الله التوفيق بطريق التحقيق