التفاسير

< >
عرض

جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ
٥٠

روح البيان في تفسير القرآن

{ جنات عدن } عطف بيان لحسن مآب. واصل العدن فى اللغة الاقامة ثم صار علما بالغلبة ـ روى ـ ابو سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم "ان الله تعالى بنى جنة عدن بيده وبناها بلبنة من ذهب ولبنة من فضة وجعل ملاطها المسك وترابها الزعفران وحصباءها الياقوت ثم قال لها تكلمى فقالت قد افلح المؤمنون قالت الملائكة طوبى لك منزل الملوك"
يقول الفقير دل الحديث على ان جنة عدن مقر الخواص والمقربين الذين هم بمنزلة الملوك من الرعايا ودل عليه الاطلاق فى قوله ايضا قد افلح المؤمنون لان الله تعالى عقب فى القرآن قوله { { قد افلح المؤمنون } بصفات جليلة لا تتيسر الا للخواص فاين السياس من منازل السلاطين { مفتحة } اى حال كون تلك الجنات مفتحة { لهم الابواب } منها والابواب مفعول مفتحة اى اذا وصلوا اليها وجدوها مفتوحة الابواب لا يحتاجون الى فتح بمعاناة ولا يلحقهم ذل الحجاب ولا كلفة الاستئذان تستقبلهم الملائكة بالتبجيل والترحيب والاكرام يقولون سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.
وقيل هذا مثل كما تقول متى جئتنى وجدت بابى مفتوحا لا تمنع من الدخول.
فان قيل ما فائدة العدول عن الفتح الى التفتيح. قلنا المبالغة وليست لكثرة الابواب بل لعظمها كما ورد من المبالغة فى وسعها وكثرة الداخلين ويحتمل ان يكون للاشارة الى ان اسباب فتحها عظيمة شديدة لان الجنة قد حفت بالمكاره على وجه لما رآها جبرائيل عليه السلام مع عظمة نعيمها قال يا رب أنى هذه لا يدخلها احد