التفاسير

< >
عرض

هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لاَ مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُواْ ٱلنَّارِ
٥٩

روح البيان في تفسير القرآن

{ هذا فوج مقتحم معكم } الفوج الجماعة والقطيع من الناس وافاج اسرع وعدا وندّ.
قال الراغب الفوج الجماعة المارة المسرعة وهو مفرد اللفظ ولذا قيل مقتحم لا مقتحمون والاقتحام الدخول فى الشىء بشدة والقحمة الشدة.
قال فى القاموس قحم فى الامر كنصر قحوما رمى بنفسه فيه فجأة بلا رؤية. والمعنى يقول الخزنة لرؤساء الطاغين اذا دخلوا النار مشيرين الى الاتباع الذين اضلوهم هذا اى الاتباع فوج تبعكم فى دخول النار بالاضطرار كما كانوا قد تبعوكم فى الكفر والضلالة بالاختيار فانظروا الى اتباعكم لم يحصل بينكم وبينهم تناصر وانقطعت مودتكم وصارت عداوة.
قيل يضرب الزبانية المتبوعين والاتباع معا بالمقامع فيسقطون فى النار خوفا من تلك المقامع فذلك هو الاقتحام: وبالفارسية [اين كردهست كه در آمدكانند در دوزخ برنج وسختى باشما هركه از روى حرص وشهوت جايى نشيندكه خواهد بجاى كشندش كه نخواهد] { لا مرحبا بهم } مصدر بمعنى الرحب وهو السعة وبهم بيان للمدعو وانتصابه على انه مفعول به لفعل مقدر اى لا يصادفون رحبا وسعة او لا يأتون رحب عيش ولا وسعة مسكن ولا غيره وحاصله لا كرامة لهم او على المصدر اى لا رحبهم عيشهم ومنزلهم رحبا بل ضاق عليهم: وبالفارسية [هيج مرحبا مباد ايشانرا] يقول الرجل لمن يدعوه مرحبا اى اتيت رحبا من البلاء واتيت واسعا وخيرا كثيرا.
قال الكاشفى [مرحبا كلمه ايست براى اكرام مهمان ميكويند].
وقال غيره يقصد به اكرام الداخل واظهار المسرة بدخوله ثم يدخل عليه كلمة لا فى دعاء السوء.
وفى بعض شروح الحديث التكلم بكلمة مرحبا سنة اقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم حيث قال
"مرحبا يا ام هانى حين ذهبت الى رسول الله عام الفتح وهى بنت ابى طالب" اسلمت يوم الفتح ومن ابواب الكعبة باب ام هانى لكون بيتها فى جانب ذلك الباب وقد صح انه عليه السلام عرج به من بيتها كما قال المولى الجامى

جو دولت شد زبد خواهان نهانى سوى دولت سراى ام هانى

{ انهم صالوا النار } تعليل من جهة الخزنة لاستحقاقهم الدعاء عليهم اى داخلون النار باعمالهم السيئة وباستحقاقهم