التفاسير

< >
عرض

مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ
٦٩

روح البيان في تفسير القرآن

{ ما كان لى } قرأ حفص عن عاصم بفتح الياء والباقون باسكانها اى ما كان لى فيما سبق { من علم } اى علم ما بوجه من الوجوه على ما يفيده حرف الاستغراق { بالملأ الاعلى } اي بحال الملأ الاعلى وهم الملائكة وآدم عليهم السلام وابليس عليه اللعنة سموا بالملأ الاعلى لانهم كانوا فى السماء وقت التقاول
قال الراغب الملأ الجماعة يجتمعون على رأى فيملأون العيون رواء والنفوس جلالة وبهاء { اذ يختصمون } اى بحالهم وقت اختصامهم ورجوع بعضهم الى بعض فى الكلام فى شأن آدم فان اخباره عن تقاول الملائكة وما جرى بينهم من قولهم
{ { أتجعل فيها من يفسد فيها } حين قال الله لهم { { انى جاعل فى الارض خليفة } على ما ورد فى الكتب المتقدمة من غير سماع ومطالعة كتاب لا يتصور الا بالوحى اى فلو لم يكن لى نبوة ما اخبرتكم عن اختصامهم واذ متعلق بالحال المحذوف الذى يقتضيه المقام اذ المراد نفى علمه بحالهم لا بذواتهم والحال يشمل الاقوال الجارية فيما بينهم والافعال ايضا من سجود الملائكة واستكبار ابليس وكفره