التفاسير

< >
عرض

قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ
٧٧

روح البيان في تفسير القرآن

{ قال } الله تعالى بقهره وعزته { فاخرج منها } الفاء لترتيب الامر على مخالفته وتعليلها بالباطل اى فاخرج يا ابليس من الجنة او من زمرة الملائكة وهو المراد بالامر بالهبوط لا الهبوط من السماء كما قال البيضاوى فان وسوسته لآدم كانت بعد هذا الطرد.
يقول الفقير عظم جناية ابليس يقتضى هبوطه من السماء الى الارض لا التوقف فيها الى زمان الوسوسة واما امر الوسوسة فيجوز ان يكون بطريق الصعود الى السماء ابتلاء من الله تعالى ودخوله الجنة وهو فى السماء ليس باهون من دخوله وهو فى الارض اذ هو ممنوع من الدخول مطلقا سواء كان فى الارض او فى السماء الا بطريق الامتحان.
ثم ان الحكمة الالهية اقتضت ان يخرج ابليس من الخلقة التى كان عليها وينسلخ منها فانه كان يفتخر بخلقته فغير الله خلقته فاسود بعدما كان ابيض وقبح بعدما كان حسنا واظلم بعدما كان نورانيا وكذا حال العصاة مطلقا فانه كما تتغير بواطنهم بسبب العصيان تتغير ظواهرهم ايضا بشؤمه فاذا رأيت احدا منهم بنظر الفراسة والحقيقة وجدت عليه اثر الاسوداد وذلك ان المعصية ظلمة وصاحبها ظلمانى والطاعة نور واهلها نورانى فكل يكتسى بكسوة حال نفسه { فانك رجيم } تعليل للامر بالخروج اى مطرود عن كل خير وكرامة فان من يطرد يرجم بالحجارة اهانة له او شيطان يرجم بالشهب السماوية او الاثيرية والى الثانى ذهب بعض اهل الحقائق