التفاسير

< >
عرض

إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ
٨٧

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولتعلمن } ايها المشركون { نبأه } اى ما انبأ القرآن به من الوعد والوعيد وغيرهما او صحة خبره وانه الحق والصدق { بعد حين } بعد الموت او يوم القيامة حين لا ينفع العلم وفيه تهديد.
قال فى المفردات الحين وقت بلوغ الشىء وحصوله وهو مبهم المعنى ويتخصص بالمضاف اليه نحو
{ { ولات حين مناص } ومن قال حين على اوجه للاجل نحو { { ومتعناهم الى حين } وللسنة نحو { { تؤتى اكلها كل حين } وللساعة نحو { { حين تمسون } وللزمان المطلق نحو { { هل اتى على الانسان حين من الدهر } { ولتعلمن نبأه بعد حين } فانما فسر ذلك بحسب ما وجده وقد علق به انتهى.
قال الحسن ابن آدم عند الموت يأتيك الخبر اليقين فينبغى للمؤمن ان يكون بحيث لو كشف الغطاء ما ازداد يقينا ومن كلام سيدنا على رضى الله عنه لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا

حال وخلد و جحيم دانستم بيقين آنجنانكه مى بايد
كرحجاب از ميانه بر كيرند آن يقين ذره نيفزايد

[معنى اين كلمه آنست كه داردنيا سراى حجابست واحوال آخرت مرا يقين كشته است ازحشر ونشر وثواب وعقاب ونعيم وجحيم وغير آن بس اكر حجاب بردارند تا آن جمله را مشاهده كنم يك ذره در يقين من زيادت نشود كه علم اليقين من امروز جو عين اليقين منست درفردا] واخبر القرآن ان الكفار يؤمنون بعد الموت بالقرآن وبما اخبر به ولكن لا يقبل ايمانهم.
وسئل ابو القاسم الحكيم فقيل له العاصى يتوب من عصيانه ام كافر يرجع من الكفر الى الايمان فقال بل عاص يتوب من عصيانه لان الكافر فى حال كفره اجنبى والعاصى فى حال عصيانه عارف بربه والكافر اذا اسلم ينتقل من درجة الاجانب الى درجة المعارف والعاصى اذا تاب ينتقل من درجة المعارف الى درجة الاحباء فلا بد من التوبة والتوجه الى الله تعالى قبل الموت حتى يزول التهديد والوعيد ويظهر الوعد والتأييد ويحصل الانبساط فى جميع المواطن وينصب الفيض فى الظاهر والباطن بلطفه تعالى وكرمه
انتهى تفسير سورة ص بحمد الله ومنته وتوفيقه