التفاسير

< >
عرض

لَّوْ أَرَادَ ٱللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً لاَّصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ سُبْحَانَهُ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ
٤
-الزمر

روح البيان في تفسير القرآن

{ لو اراد الله ان يتخذ ولدا } كما زعم المشركون بان الله تعالى اتخذ ولدا { لاصطفى } لاتخذ واختار { مما يخلق } اى من جنس مخلوقاته { ما يشاء } ولم يخص مريم ولا عيسى ولا عزيرا بذلك ولخلق جنسا آخر اعز واكرم مما خلق واتخذه ولدا لكنه لا يفعله لامتناعه والممتنع لا تتعلق به القدرة والارادة وانما امره اصطفاء من شاء من عباه وتقريبهم منه وقد فعل ذلك بالملاكة وبعض الناس كما قال الله تعالى { { الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس } ولذا وضع الاصطفاء مكان الاتخاذ.
وقال بعضهم معناه لو اتخذ من خلقه ولدا لم يتخذه باختيارهم بل يصطفى من خلقه من يشاء.
وقال الكاشفى { هرآينه اختيار كردىاز آنجه مى آفريند آنجه خواستى از اعز اشيا واحسن آن واكمل كه بنون اند نه از نقص كه بتانند اما مخلوق مماثل خالق نيست وميان والد ومولود مجانست شرط است بس اورا فرزند نبود] { سبحانه } مصدر من سبح اذا بعد اى تنزه تعالى بالذات عن ذلك الاتخاذ وعما نسبوا اليه من الاولاد والاولياء وعلم للتسبيح مقول على ألسنة العباد اى اسبحه تسبيحا لائقا به او سبحوه تسبيحا حقيقا بشانه { هو } مبتدأ خبره قوله { الله } المتصف بالالوهية { الواحد } الذى لا ثانى له والولد ثانى والده وجنسه وشبهه.
وفى بحر العلوم واحد اى موجود جل عن التركيب والمماثلة ذاتا وصفة فلا يكون له ولد لانه يماثل الوالد فى الذات والصفات { القهار } الذى بقهاريته لا يقبل الجنس والشبه بنوع ما.
وفى الارشاد قهار لكل الكائنات كيف يتصور ان يتخذ من الاشياء الفانية ما يقوم مقامه