التفاسير

< >
عرض

أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَ قُلْ أَوَلَوْ كَـانُواْ لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلاَ يَعْقِلُونَ
٤٣
-الزمر

روح البيان في تفسير القرآن

{ ام اتخذو } نزلت فى اهل مكة حيث زعموا ان الاصنام شفعاؤهم عند الله فقال الله تعالى منكرا عليهم ام اتخذوا اى بل اتخذ قريش فام منقطعة بمعنى بل والهمزة { من دون الله } من دون اذنه تعالى { شفعاء } تشفع لهم عنده تعالى وهى الاصنام جمع شفيع. والشفع ضم الشىء الى مثله والشفاعة الانضمام الى آخر مسائلا عنه واكثر ما يستعمل فى انضمام من هو اعلى رتبة الى من هو ادنى ومنه الشفاعة يوم القيامة { قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون } الهمزة لانكار الواقع واستقباحه والتوبيخ عليه والواو للحال عند الجمهور والمعنى قل يا محمد للمشركين أفتتخذون الاصنام شفعاء ولو كانوا لا يملكون شيئا من الاشياء ولا يعقلونه فضلا عن ان يملكوا الشفاعة عند الله ويعقلوا انكم تعبدونهم: يعنى [توقع شفاعت مكنيد از جمادات وحال آنكه ايشان ازقدرت وعلم بى بهره اند].
وفى التأويلات النجمية يشير الى ان اتخاذ الاشياء للعبادة او للشفاعة بالهوى والطبع لا بامر الله ووفق الشرع يكون ضلالة على ضلالة وان المقبول من العبادة والشفاعة ما يكون بامر الله ومتابعة نبيه عليه السلام على وفق الشرع وذلك لان حجاب العبد هو الهوى والطبع وانما ارسل الانبياء لنفى الهوى لتكون حركات العباد وسكناتهم بامر الحق تعالى ومتابعة الانبياء لا بامر الهوى ومتابعة النفس لان النفس وهواها ظلمانية والامر ومتابعة الانبياء نورانية والشهوات ظلمانية ولكن العبد اذا عبد الله بالهوى والطبع تصير عبادته ظلمانية فاذا جامع زوجته بالامر على وفق الشرع تصير شهوته نورانية