التفاسير

< >
عرض

قُل لِلَّهِ ٱلشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٤٤
-الزمر

روح البيان في تفسير القرآن

{ قل } بعد تبكيتهم وتجهيلهم بما ذكر تحقيقا للحق { لله الشفاعة جميعا } نصب على الحال من الشفاعة اى هو الله تعالى مالك الشفاعة لا يستطيع احد شفاعة ما الا ان يكون المشفوع له مرتضى والشفيع مأذونا له وكلاهما مفقود ههنا.
قال البقلى بين انه تعالى مرجع الكل الشافع والمشفع فيه حتى يرجع العبد العارف اليه بالكلية ولا يلتفت الى احد سواه فلا يصل اليه احد الا به قال الله تعالى
{ { من ذا الذى يشفع عنده الا بأذنه } ونعم ما قالت رابعة رحمها الله محبة الله تعالى ما ابقت محبة غيره.
ففيه اشارة الى ان محبة الرسول عليه السلام مندرجة فى محبة الله تعالى فمن احب الله حبا حقيقيا احب الله ان يأذن لحبيبه فى شفاعته ومن احب رسول الله من غير محبة الله لم يؤذن له فى الشفاعة ألا ترى ان قوما افرطوا فى حب على رضى الله عنه ونسوا محبة الله فنفاهم علىّ بل احرق بعضهم { له } تعالى وحده { ملك السموات والارض } وما فيهما من المخلوقات لا يملك احد ان يتكلم فى امر من اموره بدون اذنه ورضاه واشار الى ان الله تعالى هو المالك حقيقة فان ما سواه عبد ولا ملك للعبد ولو ملكه مولاه وانما هو عارية عنده والعارية مردودة الى مالكها { ثم اليه ترجعون } يوم القيامة لا الى احد سواه لا استقلالا ولا اشتراكا فيفعل يومئذ ما يريد.
وفى الكواشى يحصى اعمالكم ثم الىحسابه ترجعون اى تردون فيجازيكم فاحذروا سخطه واتقوا عذابه فيا ربح الموحدين يومئذ ويا خسارة المشركين وفى الحديث
"شفاعتى لاهل الكبائر من امتى" والمراد امة الاجابة فالكفر اكبر الكبائر وصاحبه مخلد فى النار لا شفاعة له. فان قلت الحكم فى المكروه ان يستحق مرتكبه حرمان الشفاعة كما ذكر فى التلويح فيكون حرمان اهل الكبائر اولى.
قلت استحقاق حرمانها لا يوجب الحرمان بالفعل [شيخ علاء الدولة در عروه كويد جميع فرق اسلامية اهل نجاتند ومراد از ناجيه در حديث
"ستفرق امتى على نيف وسبعين فرقة والناجية منها واحدة" ناجيه بى شفاعتيست].
واعلم ان افتخار الخلق فى الدنيا بعشرة ولا ينفع ذلك يوم القيامة.
الاول المال فلو نفع المال لاحد لنفع قارون قال الله تعالى
{ { فخسفنا به وبداره الارض
} والثانى الولد فلو نفع الولد لاحد لنفع ابراهيم عليه السلام اباه آزر قال تعالى { { يا ابراهيم اعرض عن هذا
} والثالث الجمال فلو نفع الجمال لنفع اهل الروم لأن لهم تسعة اعشار الجمال قال الله تعالى { { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه
} والرابع الشفاعة فلو نفعت الشفاعة لنفع الرسول من احب ايمانه قال تعالى { { انك لا تهدى من احببت } كأنه قال انت شفيعى فى الجنايات لا شريكى فى الهدايات.
والخامس الحيلة فلو نفعت الحيلة لنفع الكفار مكرهم قال تعالى
{ { ومكر اولئك هو يبور
} والسادس الفصاحة فلو نفعت الفصاحة لنفعت العرب قال تعالى { { لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن
} والسابع العز فلو نفع العز لنفع ابا جهل قال تعالى { { ذق انك انت العزيز الكريم
} والثامن الاصدقاء فلو نفع الاصدقاء لنفعوا الفساق قال الله تعالى { { الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين
} والتاسع الاتباع فلو نفع التبع لنفع الرؤساء قال تعالى { { اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا
} والعاشر الحسب فلو نفع الحسب لنفع يعقوب اليهود لانهم اولاد يعقوب قال تعالى { { لن تنفعكم ارحامكم ولا اولادكم يوم القيامة } وقال الشيخ سعدى [خاكستر اكرجه نسب عالى داردكه آتش جوهر علويست وليكن جون بنفس خود هنرى ندارد باخاك برابراست قيمت شكر نه ازنىاست كه آن خاصيت ويست]

جو كنعانرا طبيعت بى هنر بود بيمبر زادكى قدرش نيفزود
هنر بنماى اكر دارىنه كوهر كل ازخارست وابراهيم از آزر

فاذا عرفت هذه الجملة فارجع الى الله تعالى من الاسباب الغير النافعة وذلك بكمال الايمان والتقوى