التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ ٱشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
٤٥
-الزمر

روح البيان في تفسير القرآن

{ واذا } [وجون وآنكاه كه] { ذكر الله } حال كونه { وحده } اى منفردا دون آلهة المشركين والعامل فى اذا قوله { اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة } انقبضت ونفرت قلوب الذين لا يصدقون بيوم القيامة. والشمز نفور النفس مما تكره وتشمز وجهه تقبض والاشمئزاز هو ان يمتلىء القلب غيظا وغما ينقبض منه اديم الوجه وهو غاية ما يمكن من الانقباض ففيه مبالغة فى بيان حالهم القبيحة { واذا ذكر الذين من دونه } اى من دون الله يعنى الاوثان فرادى او مع ذكر الله { اذا هم يستبشرون } يفرحون ويظهر فى وجوههم البشر وهو اثر السرور لفرط افتتانهم بها ونسيانهم الحق. والاستبشار هو ان يمتلىء القلب سرورا حتى تنبسط له بشرة الوجه وهو نهاية ما يمكن من الانبساط ففيه مبالغة ايضا فى بيان حالهم القبيحة والعامل فى اذا هو العامل فى اذا المفاجأة تقديره وقت ذكر الذين من دونه فاجأوا وقت الاستبشار: والمعنى بالفارسية [آنكاه ايشان تازه وفرحناك شوند بجهت فراموسى از حق ومشغولى بباطل اما كار مؤمن بر عكس اينست ازياد خداى تعالى شادان وبذكر ما سوى غمكين است]

نامت شنوم دل از فرح زنده شود قال من از اقبال تو فرخنده شود
از غير توهر جا سخن آيد بميان خاطر بهزاران غم براكنده شود

ـ حكى ـ ان بعض الصلحاء ذكر عند رابعة العدوية الدنيا وذمها قالت من احب شيئا اكثر ذكره.
واعلم ان هؤلاء المشركين كامثال الصبيان فكما انهم يفرحون بالافراس الطينية والاسود الخشبية وبمذاكرة ما هو لهو ولعب فكذا اهل الاوثان لكون نظرهم مقصورا على الصور والاشباح فكل قلب لا يعرف الله فانه لا يأنس بذكر الله ولا يسكن اليه ولا يفرح به فلا يكون مسكن الحق.
اوحى الله تعالى الى موسى عليه السلام يا موسى أتحب ان نسكن معك ببيتك فخر لله ساجدا ثم قال يا رب وكيف تسكن معى فى بيتى فقال يا موسى أما علمت انى جليس من ذكرنى وحيث ما التمسنى عبدى وجدنى كما فى المقاصد الحسنة فعلم ان من ذكر الله فالله تعالى جليسه ومن ذكر غير الله فالشيطان جليسه: قال الشيخ

اكر مرده مسكين زبان داشتى بفرياد وزارى فغان داشتى
كه اىزنده جون هست امكان كفت لب ازذ كرجون مرده برهم مخفت
جومارا بغفلت بشد روزكار توبارى دمى جند فرصت شمار

وفى الحديث "اذا كان يوم حار فقال الرجل لا اله الا الله ما اشد حر هذا اليوم اللهم اجرنى من حر جهنم قال الله تعالى لجهنم ان عبدا من عبيدى استجارنى من حرك فانى اشهدك انى قد اجرته وان كان يوم شديد البرد فقال العبد لا اله الا الله ما اشد برد هذا اليوم اللهم اجرنى من زمهرير جهنم قال الله تعالى لجهنم ان عبدا من عبادى استجارنى من زمهريرك وانى اشهدك انى قد اجرته" قالوا وما زمهرير جهنم قال "بيت يلقى فيه الكافر فيتميز من شدة برده بعضه من بعض" :وفى المثنوى

در حديث آمدكه مؤمن دردعا جون امان خواهد زدوزح ازخدا
دوزخ ازوى هم امان خواهد بجان كه خدايا دور دارم از فلان

فعلى العاقل ان لا ينقطع عن الذكر ويستبشر به فالله تعالى معه معينه