التفاسير

< >
عرض

خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ يُكَوِّرُ ٱللَّيْـلَ عَلَى ٱلنَّهَـارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّـهَارَ عَلَى ٱللَّيْلِ وَسَخَّـرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُـلٌّ يَجْرِي لأَجَـلٍ مُّسَـمًّى أَلا هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّارُ
٥
-الزمر

روح البيان في تفسير القرآن

{ خلق السموات والارض } وما بينهما من الموجودات حال كونها ملتبسة { بالحق } والصواب مشتملة على الحكم والمصالح لا باطلا وعبثا.
قال الكاشفى [بيافريد آسمان وزمين را براستى نه بباطل وبازى بلكه در آفرينش هريك ازان صدهزار آثار قدرت واطوار حكمت است نعميه تاديده وران از روى اعتبار ارقام معرفت آفريد كار بر صفحات آن دلائل مطالعه نمايند]

نوشته است براوراق آسمان وزمين خطى كه فاعتبروا منه يا اولى الابصار

{ يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل }.
قال فى تاج المصادر تكوير الليل على النهار تغشيته اياه ويقال زيادته من هذا فى ذاك كما قال الراغب فى المفردات تكوير الشىء ادارته وضم بعضه الى بعض ككور العمامة وقوله تعالى { يكور الليل } الخ اشارة الى جريان الشمس فى مطالعها وانتقاص الليل والنهار وازديادهما انتهى. والمعنى يغشى كل واحد منهما الآخر كأنه يلفه عليه لف اللباس على اللابس: وبالفارسية [بر مىبيجد ودر مى آرد شب را بروز وبه برده ظلمت آن نور اين مىبوشد ودر مىآرد روز را برشب وشعله روشنىء آن تاريكى اين را مختفى مىسازد] وذلك ان النور والظلمة عسكران مهيبان عظيمان وفى كل يوم يغلب هذا ذاك كما فى الكبير او يغيب كل واحد منهما بالآخر كما يغيب الملفوف باللفافة عن مطامح الابصار او يجعله كارّا عليه كرورا متتابعا تتابع اكوار العمامة بعضها على بعض { وسخر الشمس والقمر } جعلهما منقادين لامره تعالى { كل } منهما { يجرى } يسير فى بروجه { لاجل مسمى } لمدة معينة هى منتهى دورته فى كل يوم او شهر او منقطع حركته اى وقت انقطاع سيره وهو يوم القيامة وانما ذلك لمنافع بنى آدم وفى الحديث
"وكل بالشمس سبعة املاك يرمونها بالثلج ولولا ذلك ما اصابت شيئا الا احرقته" [وكفته اند ستاركان آسمان دو قسم اندقسمى بر آفتاب كذر كنند وازوى روشنايى كيرند وقسمى آفتاب بر ايشان كذر كند وايشانرا روشنايى دهد از روى اشارت ميكويد مؤمنان دو كروهند كروهى بدركاه شوند بجد واجتهاد تا نور هدايت يابند] كما قال تعالى { { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } [وكروهى آنند كه عنايت ازلى بر ايشان كذر كند وايشانرا نور معرفت دهد] كما قال تعالى { { أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه } { ألا } اعلموا { هو } وحده { العزيز } الغالب القادر على كل شىء فيقدر على عقاب العصاة { الغفار } المبالغ فى المغفرة ولذلك لا يعاجل بالعقوبة وسلب ما فى هذه الصنائع البديعة من آثار الرحمة وعموم المنفعة: وبالفارسية [سلب اين نعمتها نمى كند از آدميان با وجود وقوع شرك ومعصيت از ايشان].
قال الامام الغزالىرحمه الله الغفار هو الذى اظهر الجميل وستر القبيح والذنوب من جملة القبائح التى سترها باسبال الستر عليها فى الدنيا والتجاوز عن عقوبتها فى الآخرة.
والغفر هو الستر. واول ستره على عبده ان جعل مقابح بدنه التى تستقبحها الاعين مستورة فى باطنه مغطاة بجمال ظاهره فكم بين باطن العبد وظاهره فى النظافة والقذارة وفى القبح والجمال فانظر ما الذى اظهره وما الذى ستره. وستره الثانى ان جعل مستقر خواطره المذمومة وارادته القبيحة سر قلبه حتى لا يطلع احد على سر قلبه ولو انكشف للخلق ما يخطر بباله فى مجارى وسواسه وما ينطوى عليه ضميره من الغش والخيانة وسوء الظن بالناس لمقتوه بل سعوا فى تلف روحه واهلاكه فانظر كيف ستر عن غيره اسراره وعوارفه. والثالث مغفرة ذنوبه التى كان يستحق الافتضاح بها على ملأ من الخلق وقد وعد ان يبدل من سيآته حسنات ليستر مقابح ذنوبه بثواب حسناته اذا مات على الايمان.
وحظ العبد من هذا الاسم ان يستر من غيره ما يحب ان يستر منه وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم من ستر على مؤمن عورته ستر الله عورته يوم القيامة والمغتاب والمتجسس والمكافىء على الاساءة بمعزل وعن هذا الوصف وانما المتصف به من لا يفشى من خلق الله الا احسن ما فيهم ولا ينفك مخلوق عن كمال ونقص وعن قبح وحسن فمن تغافل عن المقابح وذكر المحاسن فهو ذو نصيب من هذا الاسم والوصف كما روى عن عيسى عليه السلام أنه مر مع الحواريين بكلب ميت قد غلب نتنه فقالوا ما انتن هذه الجيفة فقال عيسى عليه السلام ما احسن بياض اسنانها تنبيها على ان الذى ينبغى ان يذكر من كل شىء ما هو احسنه (قال الشيخ سعدى)

مكن عيب حلق اى خردمند فاش بعيب خود از خلق مشغول باش
جو باطل سرايند نكمار كوش جوبى ستر بينى نظر را بيوش