التفاسير

< >
عرض

وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَـفَرُوۤاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَـآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُواْ بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ
٧١
-الزمر

روح البيان في تفسير القرآن

{ وسيق الذين كفروا الى جهنم } مع امامهم حال كونهم { زمرا } جماعة جماعة وبالفارسية [كروه كروه] جمع زمرة وهى الجمع القليل ومنه قيل شاة زمرة قليلة الشعر واشتقاقها من الزمر وهو الصوت اذ الجماعة لا تخلو عنه. والسوق بالفارسية [راندن] اى سيقوا اليها بعد اقامة الحساب بامر يسير من قبلنا وذلك بالعنف والاهانة حال كونهم افواجا متفرقة بعضها فى اثر بعض مترتبة حسب ترتب طبقاتهم فى الضلالة والشرارة وتتلقاهم جهنم بالعبوسة كما تلقوا الاوامر والنواهى والآمرين والناهين بمثل ذلك { حتى اذا جاؤها } حتى هى التى تحكى بعد الجملة: يعنى [تا جون بيايند بدوزخ بر صفت ذلت وخوارى] وجواب اذا قوله { فتحت ابوابها } السبعة ليدخلوها كما قال تعالى { { لها سبعة ابواب } وفائدة اغلاقها الى وقت مجيئهم تهويل شأنها وايقاد حرها.
قال فى اسئلة الحكم اهل النار يجدونها مغلقة الابواب كما هى حال السجون فيقفون هنالك حتى يفتح لهم اهانة لهم وتوبيخا.
يقول الفقير هذا من قبيل العذاب الروحانى وهو اشد من العذاب الجسمانى فليس وقوفهم عند الابواب اولى لهم من تعجيل العذاب يؤيده ان الكافر حين يطول قيامه فى شدة وزحمة وهول يقول يا رب ارحنى ولو كان بالنار.
وفيه اشارة الى الاوصاف الذميمة النفسانية السبعة وهى الكبر والبخل والحرص والشهوة والحسد والغضب والحقد فانها ابواب جهنم وكل من يدخل فيها لا بد له من ان يدخل من باب من ابوابها فلا بد من تزكيتها وتخلية النفس عنها { وقال لهم خزنتها } تقريعا وتوبيخا وزيادة فى الايلام والتوجيع واحدها خازن وهو حافظ الخزانة وما فيها والمراد حفظة جهنم وزبانيتها وهم الملائكة الموكلون بتعذيب اهلها { ألم يأتكم رسل منكم } من جنسكم آدميون مثلكم ليسهل عليكم مراجعتهم وفهم كلامهم { يتلون عليكم آيات ربكم } وهو ما انزل الله على الانبياء { وينذرونكم } يخوفونكم { لقاء يومكم هذا } اى وقتكم هذا وهو وقت دخولهم النار لا يوم القيامة وذلك لان الاضافة اللامية تفيد الاختصاص ولا اختصاص ليوم القيامة بالكفار وقد جاء استعمال اليوم والايام مستفيضا فى اوقات الشدة فلذلك حمل على الوقت.
وفيه دليل على انه لا تكليف قبل الشرع من حيث انهم عللوا توبيخهم باتيان الرسل وتبليغ الكتب { قالوا بلى } قد اتونا وتلوا علينا. وانذرونا فاقرّوا فى وقت لا ينفعهم الاقرار والاعتراف { ولكن حقت } وجبت { كلمة العذاب } وهى قوله تعالى لابليس
{ { لاملأن جهنم منك وممن تبعك منهم اجمعين } { على الكافرين } وقد كنا ممن تبع ابليس فكذبنا الرسل وقلنا ما نزل الله من شىء ان انتم الا تكذبون

امروز قدر بند عزيزان شناختيم